تنديد عراقي وعربي بزيارة "قاسم سليماني" للفلوجة


نددت شخصيات سياسية سنية في العراق يوم أمس بزيارة الجنرال الإيراني قاسم سليماني لقوات الحشد الشعبي الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي لطرد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" من مدينة الفلوجة السنية.

وقال ثلاثة نواب في البرلمان عن محافظة الأنبار إن زيارة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يمكن أن تذكي التوتر الطائفي وتلقي بظلال من الشك على تأكيدات بغداد بأن الهجوم هو عملية يقودها العراق لهزيمة "تنظيم الدولة" وليس لتصفية حسابات مع السنة.

والفلوجة التي تقع على بعد 50 كيلومتراً غربي بغداد هي معقل لحركات مسلحة حاربت الاحتلال الأمريكي للعراق والسلطات التي يقودها الشيعة التي حلت محل صدام حسين.

وفي الأيام القليلة الماضية نشرت وسائل إعلام إيرانية صوراً قالت إنها لزيارة قام بها سليماني للفلوجة ولاجتماع عقده مع قادة الحشد الشعبي.

وهذه هي المرة الثانية التي يظهر فيها سليماني في مناطق صراع عراقية. وقبل نحو عام قال شهود إنه كان حاضراً عندما طردت قوات الحشد الشعبي مسلحي "تنظيم الدولة" من مدن شمالي العاصمة.

ولم يؤكد متحدث باسم الحكومة العراقية زيارة سليماني وشدد على أن المستشارين الإيرانيين موجودون في العراق لتقديم المساعدة في الحرب على "تنظيم الدولة" مثل من يقدمون المشورة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية.

لكن نائب البرلمان حامد المطلك رفض ذلك. وقال "نحن عراقيون ولسنا إيرانيين (...) هل سيرحب بمستشارين أتراك أو سعوديين إذا جاؤوا للمشاركة بالمعركة؟" في مقارنة بين القوى الإقليمية الثلاث المحيطة بالعراق.

وأضاف البرلماني عن الفلوجة سالم مطر العيساوي "وجود سليماني مثير للشكوك والريبة وهو غير مرحب به في المنطقة."

ومن جهتها أوضحت لقاء وردي وهي نائبة أخرى من المدينة "أنا اعتقد بأن وجود هكذا شخصيات من الحرس الثوري له دوافعه الطائفية."

والفلوجة كانت أول مدينة تسقط في أيدي "تنظيم الدولة" في العراق في يناير/ كانون الثاني 2014 وهي ثاني أكبر مدينة مازالت تحت سيطرة التنظيم بعد الموصل التي يعتبرها عاصمة له.

ورفضت هيئة علماء المسلمين في العراق مشاركة المسلحين الشيعة في القتال في الفلوجة.

وفي بيان أصدرته يوم الجمعة جاء فيه: "ميليشيات الحشد ومن يصاحبها لم تأتِ لتحرير المناطق من (تنظيم الدولة) كما تدعي وإنما جاءت لتنفيذ توجهاتها الطائفية بتوجيه مباشر من إيران."

في الوقت نفسه تبادلت السعودية وإيران الاتهامات بشأن دور سليماني في العراق.

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن متحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله: "وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في العراق تحت قيادة الجنرال قاسم سليماني هو بناء على طلب من الحكومة الشرعية في البلاد بهدف محاربة الإرهابيين."

ونقلت قناة روسيا اليوم عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله إن وجود سليماني في العراق سلبي جداً.