‘د. ابراهيم الجباوي لـ (المصدر): المشروع الروسي لدستور سوريا من شأنه نسف المفاوضات’
29 مايو، 2016
إياس العمر: المصدر
دار خلال الأيام الماضية حديث عن مشروع دستور جديد لسوريا تمت كتابته في موسكو، كما ظهر في الآونة الأخيرة نوع من المنافسة بين الإيرانيين والروس في سوريا، وتبادل اتهامات، وكان منها اتهام عدد من المحسوبين على إيران للروس بعدم تقديم غطاء جوي للميلشيات الإيرانية في خان طومان بريف حلب الجنوبي، مما أدى إلى حدوث مجزرة بحق الميلشيات الأفغانية وقوات الحرس الثوري الإيراني.
وللحديث عمّا حققته روسيا خلال ثمانية أشهر من التدخل في سوريا، وما إذا كان هناك صراع نفوذ إيراني روسي في سوريا، أجرت “المصدر” مع مدير الهيئة السورية للإعلام الدكتور ابراهيم الجباوي، هذا الحوار:
دار كثير من الحديث خلال الأيام الماضية عن مشروع دستور جديد لسوريا اعتد في موسكو، ما هو موقفكم من ذلك؟
بالطبع لن يقبل السوريون بأي قرار مصيري تتخذه روسيا نيابة عنهم، لاسيما وأنها باتت شريكاً أساسياً لنظام بشار الأسد في قتلهم.
وبالنسبة لما ذكرته بعض وسائل الإعلام على أنه بنود مشروع دستور جديد لسوريا أعدته روسيا، فهو مرفوض تماماً لأنه يتعارض مع مصلحة الشعب السوري، ولا يرقى لتطلعاته وتضحياته التي قدمها على مدار السنوات الست الماضية.
عندما يتم الحديث عن مصير بشار الأسد فإن روسيا تقول إن الشعب السوري هو من يقرر مصيره، ألا ترى روسيا أن وضع الدستور هو من حق الشعب السوري أيضاً؟، فالدستور السوري يجب أن يصاغ بأيادٍ سورية ومن ثم يتم الاستفتاء عليه ليتم العمل به أو تعديله بما يتناسب مع مصلحة سوريا وشعبها.
وهل تعتقد أن مثل هذه الخطوة ستنسف المفاوضات السورية في جنيف؟
نعم، مثل هذه الخطوة من شأنها أن تنسف المفاوضات السورية في جنيف، فكما ذكرت سابقاً وضع الدستور من حق السوريين وحدهم، ولا يحق لأي كان أن يحرمهم من هذا الحق.
بعد ثمانية أشهر على التدخل الروسي لصالح النظام ماذا حقق الروس؟
لم تستطع روسيا، منذ بدء عدوانها على سورية في 30 أيلول الماضي، تحقيق أي إنجاز يذكر، سوى أنها جلبت المزيد من القتل والدمار.
روسيا ادعت أن “تدخلها في سورية يهدف للقضاء على تنظيم داعش”، ولكنها في الحقيقة تجاهلت التنظيم الذي استطاع تعزيز مواقعه في عدد من المناطق لاسيما في ريف حلب، في حين استهدفت مواقع الثوار والمناطق المحررة، وارتكبت فيها أكثر من 100 مجزرة، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة حتى المحرمة دولياً.
كان هنالك أحاديث في الساعات الماضية بان روسيا هي من تقف وراء مقتل قائد قوات حزب الله في سوريا مصطفى بدر الدين، فهل تعتقد بأن هنالك صراع بين حلفاء النظام؟
الصراع بين حلفاء بشار الأسد طبعاً موجود ويظهر بشكل واضح من خلال التصريحات التي تصدر بين فترة وأخرى على لسان القادة الإيرانيين، الذين اعتبروا أن روسيا بدأت بقطف ثمار تضحيات إيران في سورية.
كما يظهر هذا الصراع من خلال تسابق روسيا وإيران لإثبات تواجدهما بشكل أكبر في سورية، حيث أن إيران بدأت منذ إعلان روسيا عدوانها على سورية في الكشف عن قتلاها الذين يسقطون على الأراضي السورية، وإرسال المزيد من القوات إلى هناك، بينما جلبت روسيا أسلحة متطورة وطائرات حديثة وسفن حربية لتعزيز تواجدها.
أما بالنسبة لمقتل مصطفى بدر الدين فأرى أن مقتله تم على يد مخابرات بشار الأسد وبنفس الطريقة والمكان اللذان صفي بهما عماد مغنية، لكن تلك التصفية تمت بالتنسيق مع إيران وروسيا لأسباب محاولة تمرد المصطفى على قاسم سليماني وعلى قيادة العمليات الروسية، وما الإعلان عن مقتله بقصف روسي من طيار مخمور إلا للملمة الموضوع وعدم إحداث شرخ بين حزب الله من طرف وبين إيران ونظام بشار الأسد من طرف آخر.
هل تعتقد بأن هنالك اتفاق روسي أمريكي حول المسالة السورية؟
قيل منذ مدة قصيرة إن واشنطن وموسكو اتفقتا على بدء المرحلة الانتقالية في سورية في بداية شهر آب المقبل، ولكن برأيي الشخصي لا يجب التعويل على ذلك الاتفاق، لأن روسيا لا تلتزم بوعودها، وغير جادة في إنهاء الأزمة السورية، ولو كانت جادة أو ترغب في ذلك لفعلت منذ زمن.
بالعودة إلى الجنوب السوري، هل تعتقد بأن جبهات الجنوب السوري مع قوات النظام تم تجميدها إلى أجل غير مسمى؟
بالطبع لم يتم تجميد جبهات القتال مع قوات النظام في الجنوب، فقبل يومين مثلاً شهدت بلدة اليادودة بريف درعا اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام، وقبلها في حي المنشية بمدينة درعا، وأيضاً تم استهداف مواقع قوات النظام في مثلث الموت.
ولذلك لا يستطيع أحد أن يقول إن جبهات الجنوب السوري مع قوات النظام قد تم تجميدها، ولكن بسبب الهدنة المتفق عليها هناك انخفاض بوتيرة المواجهات نوعاً ما، إضافة إلى استغلال الثوار هذه الهدنة لقتال التنظيمات المتطرفة التي تطعن بالثوار وتغتال قادتهم، وتعمل على إفشال المعارك (كما حدث في الشيخ مسكين).