لمسة أمل… مشروعٌ يعيد الثقة وروح العطاء لمعاقي الغوطة الشرقية


لمسة أمل... مشروعٌ يعيد الثقة وروح العطاء لمعاقي الغوطة الشرقية (4)

وليد الأشقر: المصدر

لا تتوقف مأساة الحرب عند الموت، ولا ينطوي ألم الحصار على الجوع فقط، فالموت والجوع نتائج لأسباب عدة قد يكون أقساها على الإطلاق الإعاقة.

تأخذ الإعاقة الناتجة عن الحرب شكل الموت البطيء المتجدد كل يوم، فأن يتحول الإنسان من منتج إلى مستهلك غير قادر على العطاء، فذاك الألم الأشد وجعاً.

جمعيةٌ خيرية في الغوطة الشرقية تنبهت إلى آلام أصحاب الإعاقات الناتجة عن القصف، فأطلقت مشروعها الذي وُصف بـ “الرائد”، والذي أطلقت عليه اسم (لمسة أمل) .

لمسة أمل، بحسب القائمين عليه، مشروعٌ نهضويٌ أرادت جمعية (تكافل)، وهي من أكبر الجمعيات الخيرية في المنطقة، أن تقول من خلاله للمعاق (نحن معك، وأنت تستطيع)، حيث عملت على تأسيس كرفانات مجهزة بشتى أنواع الغذائيات والمنظفات وغيرها بما يعادل الثلاثمئة دولار ومنحتها لأصحاب الإصابات الدائمة لتكون ملكاً له، فيبيع منها ويكون المستفيد الوحيد من الريع الذي يعود إليه فقط.

وحول هذا المشروع حدثنا السيد محمود بكر مدير المشاريع في جمعية تكافل فقال: “أردنا من خلال مشروع لمسة أمل إعادة ثقة المتضرر من الحرب بنفسه وبإمكانياته، وإعادة دمجه بمجتمعه عبر منحه كرفان ـ وهو عبارة عن كشك ثابت ـ مجهز بمختلف أنواع الغذائيات و المنظفات و تسالي الأطفال بما يعادل ثلاثمئة دولار ليبيع منها و يأخذ دوره الفاعل في بيته و مجتمعه”.

وأكد مدير المشاريع عدم وجود شروط مسبقة للجمعية لتقديم مساعدتها للمعاقين، سوى ضمان عدم تصرف صاحب الكرفان به بيعاً أو إيجاراً إلا بعد سنة كاملة من عمله به. مضيفاً عدد الكرفانات التي سينجزها المشروع غير محدود، وتم إنجاز 13 كرفاناً موزعة على مختلف مدن وبلدات الغوطة دون تفريق أو تمييز، بحسب (بكر).

وفي لقاءٍ مع أحد المستفيدين من المشروع، وهو مدني مصاب بقصفٍ صاروخي على بلدته، قال إنه بعد الإصابة جلس في المنزل و بدأ الأهل و الجيران ينظرون إليه ولعائلته بعين الشفقة، فيحضرون له ما يستطيعون من خبز وطعام، وأضاف: “كنت أشعر بالعجز بسبب عدم مقدرتي على تدبير شؤون أطفالي الثلاثة، إلى أن منحتني تكافل هذا الكرفان الذي أعاد لي الثقة و أنساني ألم بتر قدمي فجزاهم الله كل خير”.

آثار المشروع انعكست على ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم والمحيطين بهم إيجاباً فأبدوا سعادة كبيرة عند إطلاقه، فمن خلاله استطاع المصاب العودة إلى طور الإنتاج، فاستعاد بذلك جزءاً كبيراً من صحته النفسية وقيمته الاجتماعية، كما استعاد ضحكة عائلته عند دخوله عليهم وبيده رغيف خبز من عرق جبينه.

لمسة أمل... مشروعٌ يعيد الثقة وروح العطاء لمعاقي الغوطة الشرقية (3)

لمسة أمل... مشروعٌ يعيد الثقة وروح العطاء لمعاقي الغوطة الشرقية (2)

لمسة أمل... مشروعٌ يعيد الثقة وروح العطاء لمعاقي الغوطة الشرقية (1)

أخبار سوريا ميكرو سيريا