ما علاقة تفجيرات الساحل بخسائر النظام في جبلي الأكراد والتركمان؟


أثارت التفجيرات الكبيرة التي ضربت طرطوس وبانياس في الساحل السوري، كثيراً من التساؤولات كان أهمها، كيف يمكن تنفيذ تفجيرات متتابعة بهذا الحجم في أكثر مناطق النظام تحصيناً في سورية، سيما وأن معظم الحاضنة الشعبية له تتركز بمناطق الساحل غرب سورية.

وعلى الرغم من أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تبنى التفجيرات التي وقعت الإثنين الماضي وأدت إلى مقتل نحو 150 شخص وإصابة عشرات آخرين، إلا أن الإعلامي في الساحل السوري "أبو عمر الحمصي" أشار في تصريحات لـ"السورية نت" إلى أن هذه التفجيرات تخدم نظام الأسد بشكل أو بأخر سواء شارك بحدوثها أم لا.

ومن بين أهم التطورات التي سبقت وقوع التفجيرات، الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات النظام في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية، والتي ألقت بظلالها على معنويات مقاتلي الساحل الموالين للنظام، إذ جعلت الخسائر المتكررة لهم من الجبلين أرضاً للموت المحتم، وفقاً لما قاله الحمصي نقلاً مصادر عسكرية في الساحل لـ"السورية نت".

الحمصي أشار إلى أنه مع بدء الغارات الجوية على سورية نهاية سبتمبر/ ايلول 2015، تمكن النظام بفعل الدعم الجوي الروسي الكبير من السيطرة على ثلاث أرباع المساحة في جبلي الأكراد والتركمان، في حين بقي ما تبقى من مساحة الجبلين بيد فصائل المعارضة، التي بنت تحصينات قوية، وما تزال حتى الآن تمنع النظام من التقدم بالمناطق  المتبقية لها، رغم مساندة سلاح الجو الروسي.

وبحسب المعلومات الموثوقة التي حصلت عليها "السورية نت"، فإن الشهور الثلاثة الأخيرة شهدت محاولات متكررة بشكل أسبوعي من قوات النظام للتقدم بجبل الأكراد، والسيطرة بشكل أساسي على منطقة الحدادة وتلة الحدادة، بالإضافة إلى منطقة كبينة التي إذا سيطر عليها تصبح قواته كاشة لجسر الشغور وسهل الغاب، ما يعني أيضاً أنها أصبحت على أبواب إدلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.

محاولات التقدم هذه كلفت النظام خسائر بشرية كبيرة، ويشير الإعلامي الحمصي إلى أن قوات النظام حاولت التقدم بالمناطق المذكورة قرابة 20 مرة، وفي كل هجوم تخسر بين الـ 15 إلى 20 مقاتلاً دون أن تحقق تقدماً ملحوظاً.

وأضاف أن من بين أكبر الضربات التي تعرضت لها قوات النظام، استهداف حافلة لقوات النظام في منطقة كبينة بصاروخ تاو، ما أسفر عن مقتل 13 من الحرس الجمهوري، وإصابة 12 آخرين.

المحاولات اليائسة والمتكررة للتقدم بجبلي الأكراد والتركمان، دفعت أعداداً كبيرة من الضباط وعناصر "الشبيحة" في المنطقة الساحلية إلى ترك جبهات ريف اللاذقية، ويشير المصدر إلى أن قناعة تشكلت لدى هؤلاء بأن النظام وروسيا يزجان بهما في معارك تبقى الغلبة فيها لقوات المعارضة.

وقال الحمصي لـ"السورية نت" أنه لا توجد حتى الآن إحصاءات دقيقة لعدد قتلى النظام في جبلي الأكراد والتركمان في الفترة الآخيرة، إلا أنه نقل عن عسكريين في قوات المعارضة تقديرهم بأه أعداد قتلى النظام وصل لـ 400 مقاتل، سقطوا جراء تعرضهم لضربات بصواريخ التاو، والاشتباكات.

ويدرك نظام الأسد أهمية المناطق التي ما تزال قوات المعارضة تسيطر عليها في الجبلين، وبذات الوقت يدرك النظام مدى انهيار قواته، لذلك يرغب في السيطرة على المناطق الاستراتيجية الواقعة بيد  المعارضة ولو كلف ذلك خسائر بشرية كبيرة في قواته.

ولا يستبعد المصدر الذي تحدث لـ"السورية نت" أن تكون هذه التفجيرات فرصة يستغلها النظام لإعادة شحن مقاتليه في الساحل ودفعهم إلى الانضمام مجدداً لقواته، بدعوى "قتال الإرهابيين ودفع خطرهم عن المناطق الكبرى الموالية".