الحكومة العراقية تزج قوات خاصة في معركة الفلوجة والمدنيون يعانون من الحشد الشعبي
29 أيار (مايو - ماي)، 2016
قالت وزارة الدفاع العراقية، إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب (قوات خاصة تابعة للجيش) تحركت، اليوم السبت، لـ”حسم معركة الفلوجة”، كبرى مدن محافظة الأنبار، غربي البلاد، بعد نحو أسبوع من بدء حملة عسكرية لـ”تحرير” المدينة من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وذكرت “خلية الإعلام الحربي” في الجيش العراقي، في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي، أنه “من أجل حسم معركة تحرير الفلوجة تحركت اليوم جحافل قوات جهاز مكافحة الاٍرهاب البطل إلى الفلوجة للاشتراك المباشر في هذه المعركة وتحقيق النصر الحاسم”.
وبدأ العراق في 23 مايو/أيار الجاري حملة عسكرية واسعة لاستعادة الفلوجة من سيطرة التنظيم، وركزت القوات العراقية هجماتها على محيط المدينة لعزل المسلحين المتشددين داخل المدينة.
ومنذ بدء الحملة استعادت القوات الحكومية مناطق واسعة في محيط المدينة، وخاصة قضاء الكرمة (13 كم شرق المدينة).
من جهته، قال الفريق عبد الوهاب الساعدي، قائد عمليات تحرير الفلوجة، إن “قوات عسكرية كبيرة من جهاز مكافحة الإرهاب وأفواج طوارئ شرطة الأنبار وقوات من مقاتلي العشائر، وصلوا إلى مشارف الفلوجة بالجهتين الشرقية وجنوب الشرقية”.
ورغم أن وزارة الدفاع لم تعلن موعد اقتحام القوات الخاصة للمدينة، إلا أن الساعدي، أضاف أن “تلك القوات ستقوم باقتحام مدينة الفلوجة خلال الساعات القليلة القادمة”.
من جانب آخر، قال قائد عمليات الأنبار (تابعة للجيش)، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، إن “القوات العراقية تمكنت من تدمير أربع عجلات (مركبات) لتنظيم داعش، بينها اثنتان مفخختان يقودها انتحاريان حاولوا استهداف القوات الأمنية في منطقة الحصي جنوب الفلوجة، وأسفر عن تدمير العجلات وقتل من فيها من عناصر التنظيم”.
وفي وقت سابق اليوم، قال النقيب في شرطة الأنبار أحمد الدليمي، إن القوات العراقية واجهت مقاومة عنيفة من مسلحي “تنظيم الدولة” لدى التقدم من جهة الشمال باتجاه الفلوجة، مما أدى لمقتل خمسة جنود وإصابة 13 آخرين بجروح.
وأضاف الدليمي أن مسلحي التنظيم قصفوا القوات العراقية بالصواريخ، وشنوا هجمات عبر مسلحين وسيارات مفخخة، وهو ما أعاق تقدم الجيش، وفقاً لتعبيره.
وكانت الحملة قد انطلقت بمشاركة مقاتلين شيعة من الحشد الشعبي وأبناء العشائر السنية، بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال القيادي البارز في الحشد الشعبي هادي العامري، أمس، في تصريح للتلفزيون الرسمي، إن المقاتلين الشيعة لن يشاركوا في عملية اقتحام المدينة إلا في حال فشل الجيش بالمهمة، وذلك بعد توجيه اتهامات متكررة للحشد الشعبي بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السنة في المناطق التي يجري استعادتها التنظيم.
وتقع الفلوجة على بعد نحو 50 كيلومترا غرب العاصمة بغداد، وتسكنها غالبية سنية، وتعد أحد أبرز معاقل “داعش” في العراق.
وتسعى الحكومة العراقية لاستعادة الفلوجة ومن ثم التوجه شمالا نحو الموصل لشن الحملة العسكرية الأوسع بطرد “داعش” منها، قبل نهاية العام الجاري.
لكن المخاوف تثار بشأن 90 ألف مدني لا يزالون في الفلوجة، وتقول القوات العراقية إنها تعمل على فتح ممرات آمنة لإخراجهم منها، وسط اتهامات للقوات العراقية والحشد الشعبي، بقصف عشوائي يطال المدنيين.
وجددت الأمم المتحدة، الخميس الماضي، نداءها إلى جميع الأطراف المتحاربة في العراق، بـ”ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لحماية المدنيين في مدينة الفلوجة، والحفاظ على البنية التحتية للمدينة، وفقًا لمبادئ القانون الدولي”.