تخبّط سعر صرف الليرة السورية يؤدي لجمود التجارة في درعا
2 حزيران (يونيو - جوان)، 2016
إياس العمر: المصدر
ارتفعت قيمة صرف الليرة السورية خلال الساعات الـ 72 الماضية بشكل غير مسبوق، وتضاعفت قيمتها تقريباً مقابل العملات الأجنبية، وبعد أن تجاوز سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأمريكي 600 ليرة مقابل الدولار الواحد يوم السبت الماضي، وصلت قيمتها صباح اليوم إلى 325 ليرة مقابل الدولار الواحد صباح اليوم الأربعاء، فكيف انعكس هذا التأرجح الغير مسبوق على حياة الناس في سوريا؟
بات سعر صرف الدولار الامريكي مقابل الليرة السورية هو الشغل الشاغل للمواطنين في المناطق المحررة، حيثأصبح سعر صرف الدولار مرتبط بأبسط الأشياء في الأسواق المحلية، حيث أنه وبعد كل صعود لسعر صرف الدولار يتأثر السوق بشكل مباشر وترتفع جميع الأسعار.
الناشط عبد الرحمن الزعبي قال لـ ” المصدر” إن ارتفاع سعر صرف الدولار الأخير ظهر بشكل مباشر حتى على السلع المحلية ولكن وعلى الرغم من الانخفاض الذي وصل إلى قرابة 40 في المئة، من سعر الصرف لم تتأثر الأسعار وبقيت على حالها، وأصبح التجار يتذرعون بأنهم اشتروا عندما كان سعر الصرف مرتفع ومن غير المنطقي أن يخفضوا الأسعار، وبأن أي تسعيرة جديدة تتطلب ثباتاً في سعر صرف الدولار.
وأوضح الزعبي أن الإقبال من الأهالي على الأسواق خلال الساعات الماضية كان محدودا للغاية، واقتصرت عمليات الشراء على المتطلبات الاساسية وذلك لأن معظم الأهالي ينظرن إلى الأسعار على أنها غير عادلة.
وبدوره قال (أبو خالد) وهو صاحب أحد المحال التجارية بأنه ونتيجة لهبوط سعر صرف الدولار بدأ التجار و للمرة الأولى بالامتناع عن البيع بالدولار الأمريكي حيث باتوا يطلبون الليرة السورية بعد أن كانوا خلال الأشهر الماضية يبيعون البضائع بالدولار، ولكن نتيجة هبوط سعر الصرف المستمر بدأ التجار بإبرام عمليات البيع والشراء بالليرة السورية من أجل تحقيق مكاسب كبيرة، وأشار أيضاً إلى أن الأسواق بشكل عام تشهد حالة من الفوضى والتخبط نتيجة تغير سعر الصرف الغير متوقع كون الجميع في الفترة الماضية اعتاد على ارتفاع سعر الصرف و لم يعتد على انخفاض السعر بهذه الشكل الكبير .
محمد المسالمة وهو من أبناء مدينة درعا قال أيضاً لـ “المصدر” بأنه لا يتوقع أن تتحسن الأسعار بانخفاض سعر صرف الدولار حيث أن المواطن هو من يدفع الضريبة باستمرار، وأشار إلى أن من أسماهم “تجار الحروب” هم المستفيدون من ارتفاع او انخفاض سعر الصرف فهم من يحققون المكاسب نتيجة ذلك وكان ذلك واضحاً من خلال تهافت التجار على التعامل بالليرة السورية بعد ان كانوا أحجموا عن التعامل بها خلال الأشهر الماضية وكان معظمهم يسعر بضائعة بالدولار، ويقسم على سعر الصرف، وعندما انخفض سعر صرف الدولار لم يعد أحد منهم يقسم على سعر الصرف الجديد.