من يقف وراء “أبو هشيمة” إمبراطور” الإعلام الجديد في مصر؟

2 يونيو، 2016

محمد الشبراوي –

اشتهر رجل الحزب الوطني (حزب الرئيس الأسبق مبارك) أحمد عز بأنه “إمبراطور الحديد”، وكانت محفظته المالية تنفق على الحزب الحاكم مع عدد أخر من رجال الاعمال الاخرين.

ومع انتهاء حقبة مبارك، ومجيء ثورة يناير 2011، صعد رجل اعمال جديد هو “أحمد أبو هشيمة” لم يسيطر فقط على صناعة الحديد، ولكنه بدأ يستحوذ على وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة، وأصبح إمبراطور الحديد والاعلام معا.

البداية يوم الأحد 15 مايو/أيار 2016، حينما أعلنت شركة “إعلام المصريين”، المملوكة لرجل الأعمال أبو هشيمه (زوج الممثلة هيفاء وهبي السابق) توقيعها عقد استحواذ على نسبة 100% من كامل أسهم الشركة المالكة لقناة ON TV بعد توقيع عقد الاستحواذ مع رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس.

ليتكشف لاحقا أن شركة أبو هشيمة استحوذت أيضًا على الشركة المالكة لصحيفة “صوت الأمة” الأسبوعية، كما اشتري أسهم صحيفة اليوم السابع، وهو مشارك في قنوات “النهار”.

تأميم الإعلام

وقد فسر المهندس حازم عبد العظيم، عضو الحملة الانتخابية للرئيس عبد الفتاح السيسي في 2014، شراء أبو هشيمة لقناة ساويرس بأن هناك توجّه عام في مصر تحت تعليمات مباشرة من الرئيس بشخصه لتأميم الإعلام والسيطرة عليه عن طريق رجال الأعمال ورأس المال.

وأكد عبد العظيم، الذي كتب تغريدات مطوله على تويتر يكشف فيها تدخل المخابرات في انتخابات البرلمان الأخيرة، أن رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة أحد أبرز رجال الأعمال المعروفين بقربهم إلى الرئيس، وإلى المخابرات الحربية ويتم الاعتماد عليهم في السيطرة على الإعلام مع محمد أبو العنين مالك قنوات “صدى البلد”، و”محمد الأمين” مالك قنوات “سي بي سي”.

وأبو هشيمة أحد 9 رجال اعمال يسيطرون على الاعلام المصري الخاص حيث يمتلك صحيفة “اليوم السابع”، واسهم في قنوات النهار، وأصبح مالكاً لقنوات أون تي في وجريدة صوت الأمة، بجانب نجيب ساويرس ومحمد الأمين، وحسن راتب وأحمد بهجت، وعلاء الكحكي وتوفيق دياب، ومحمد أبو العينين والسيد البدوي وطارق نور.

ويؤكد خبراء الإعلام أن سيطرة أحمد أبو هشيمة أو غيره من رجال الاعمال على الإعلام، يضر حرية الاعلام لأن احتكار الإعلام يعني السيطرة على عقول الجمهور.

ويقول الخبير الإعلام هشام قاسم الذي شارك في تأسيس صحيفة “المصري اليوم”، أن “أبو هشيمة” يريد أن يرضى النظام والرئيس السيسي فقط، ويريد أن يشترى عددا كبيرا من وسائل الإعلام ليخدم جهاز الأمن والحاكم فقط.

وأضاف أن “الرئيس عبد الفتاح السيسي لديه اعتقاد أن الإعلام كان سببًا في نجاح حكم عبد الناصر، لذلك يريد أن يهيمن عليه بصورة كبيرة، وسوف يفيق على نكسة مثلما حدث مع عبد الناصر.

أبعد من مجرد “صفقة”

ويثير استحواذ أبو هشيمة على قناة “أون تي في” تساؤلات حول دورها المستقبلي حيث كانت في مقدمة القنوات التي شنت هجوما إعلاميًا حادًا ضد الرئيس محمد مرسي وحكم الإخوان المسلمين ودعمت الانقلاب العسكري ضدهم، وهو ما أجبر مقدمي القناة الرئيسيين ريم ماجد ويسري فودة على الابتعاد عن شاشة القناة.

لذلك يبدو أن الامر أكبر من مجرد صفقة للاستحواذ على القناة، وإنما له أبعاد سياسية، وقد تؤثر الصفقة على ابعاد برامج تنتقد النظام ضمنا.

وتطرح سيطرة أبو هشيمة على “أون تي في” – بالإضافة إلى تملكه جريدة اليوم السابع – وبيع قناة “الحياة” المحتمل تخوفات من سيطرة أكبر للدولة على صناعة الإعلام في مصر، خصوصا مع المعلومات المتواترة عن علاقة أبو هشيمة بالنظام الحاكم والأجهزة الأمنية.

من هو “أبو هشيمه”؟

ذاع صيته عقب زواجه من الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، حيث ارتبط اسمه إعلاميًا معها قبل أن ينفصلا، إلا أن رجل اﻷعمال الشاب لم يحصر نفسه في هذا الإطار، فقام بشراء جريدة ومن ثم تمويله حزبا سياسيا داعمًا للدولة قبل أن ينجح في شراء قناة ontv لينجح في أن يكون الاسم المثير للجدل في عالم الأعمال خلال السنوات الخمس الأخيرة.

 وصعد أحمد أبو هشيمة بصورة غير طبيعية مع صغر سنه (36 عاما) حيث عاش بمدينة بورسعيد وحصل على بكالوريوس تجارة من جامعة قناة السويس عام 1996، والتحق بالنادي المصري البوسعيدي لاعبا لكرة القدم، ثم انتقل منه لنادي الترسانة، وانضم من خلاله لمنتخب الناشئين تحت 20 سنة، ولكن أصيب فتحول للعمل محاسبا تحت التمرين ببنك المصرف العربي الدولي، وفجأة أصبح يعمل بتجارة الحديد.

وعام 2010 أسس مجموعة “حديد المصريين”، التي بدأت في الظهور عقب ثورة 25 يناير مع خفوت نجم أحمد عز الذي كان المتحكم الوحيد في سوق الحديد بمصر، ونجح” حديد المصريين” في التواجد بالسوق المصري بفضل الأزمات التي تعرض لها “حديد عز”.

وسعي أبو هشيمة سياسيا للتعامل مع كافة الحكومات ما منحه فرصة التواجد مع الأنظمة المتعاقبة بعد الثورة، فخلال حكم الإخوان المسلمين سعى لجذب استثمارات قطرية لتنفيذ مشروعات كبيرة في مصر إلا أنها توقفت بعد الانقلاب علي مرسي.

عقب انقلاب 3 يوليه 2013، أصبح “أبو هشيمة” هو الممول الرئيسي لحزب “مستقبل وطن” الذي يمتلك ثاني أكبر هيئة برلمانية بمجلس النواب، والذي يدعم الرئيس السيسي والنظام الحالي، وهناك جهة أمنية تسانده، ولعب دورا في الترويج لنظام السيسي داخل وخارج مصر اعلانيا.

وساهم في رعاية مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ الذى انعقد بمارس 2015 وحضره أكثر من 1400 مستثمر ورجل أعمال من جميع دول العالم و 25 وفد رسمي.