السياسة في امتحانات مصر.. أشهر 6 إسقاطات سياسية على الخصوم
3 يونيو، 2016
محمد جمال –
مع بدء موسم امتحانات مصر، عاد الجدل مرة أخري حول الإسقاطات السياسية في الامتحانات، بعدما عاود أستاذة ومدرسون وضع أسئلة للطلاب تشير ضمنًا لإسقاطات ذات مدلولات سياسية، مثل استخدام عبارات “خرفان” و”أسد”، وأسماء ساخرة من سياسيين، ما أثار جدلاً على مواقع التواصل وبين مسئولي الإدارات التعليمية.
آخر الوقائع التي أثارت جدلا كانت وضع أستاذ الرسوم المتحركة بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا – جنوب مصر، “تهامي محمود”، سؤالا في مادة “تحريك كارتون” للفرقة الرابعة، يتحدث عن مجموعة من الخرفان خرجت من إحدى الحظائر، ما أثار مناقشات فضائية وفيبوكية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة من امتحان مادة تحريك الكارتون للفرقة الرابعة بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، وقالوا إنه إسقاط كبير عن فترة تولي جماعة الإخوان المسلمين حكم مصر، حتى رحيلهم عقب انقلاب 3 يوليه 2013، وانتقد آخرون تكليفهم برسم “بورتريه” للسيسي.
فيه دكتور عندنا كلب السيسي بيفشخنا ف امتحناته جاب امتحان صعب فشخ محليتش فيه حاجه..كتبتله نشكر الرئيس السيسي لقيت نفسي جايب جيدجدا
?thuglife— ميسـرة (@MAYSARA__) May 14, 2016
الطبة نزلهم اثناء العام الدراسي عمل “بورتريه للرءيس السيسي ” والطلبه رفضت فجاتلهم النهارده امتحان عشان اللي ميعملوش يسقط #فنون_جميله
— maha عيون الحريه (@mahamemoooo) May 14, 2016
امتحان الفرقه الرابعه نحت جامعه حلوان النهاردة “عمل تصميم لوحة نحت بارز عن انجازات ثورة 30 يونيو والرءيس السيسي ” #هع
— maha عيون الحريه (@mahamemoooo) May 14, 2016
وجاء نص الامتحان: “بعد أن سمحت ربة المنزل للخرفان أن يتركوا الزريبة خلف المنزل وأن يتمتعوا بالمرعى أمام المنزل، ترك الخرفان المرعى والبرسيم واتجهوا إلى حديقة المنزل وأكلوا الورود وعبثوا في حمام السباحة ولوثوا المياه وعبثوا بمحول الكهرباء، وانتشرت رائحتهم الكريهة بكل أنحاء المنزل مما جعل ربة المنزل تقرر عودتهم للزريبة مرة أخرى، لكنهم رفضوا وتصدى لها أصغر خروف بقرونه الصغيرة، فماذا تفعل ربة المنزل مع قطيع الخرفان؟”.
وسعي وائل الابراشي مذيع قناة دريم مساء أمس الثلاثاء، للتلميح بأن المقصود بعبارة “الخرفان” هم الإخوان، وهو ما نفاه أستاذ المادة، الذي أكد أنه لا يوجد إسقاط على جماعة الإخوان في الامتحان، والهدف هو أن يعبر الطلاب في مادة تحريك كارتون على “مواقف مبنية على أساس علمي وليس سياسي”.
وحين أشار الأستاذ بجامعة المنيا، إلى أن دراسات أسترالية أكدت أنه رغم درجة رؤية الخروف العالية، والتي تصل إلى 270 درجة، إلا أنه لا يرى الظلال ويقع في الحفر، كذلك فهو من الحيوانات التي ليس لها وطن، على عكس الكلب، رد عليه المذيع “الإبراشي” المناوئ للإخوان، ساخرا: “كل ده يا دكتور وتقولي مش قاصد الإخوان”.
وأضاف الدكتور تهامي محمود، أنه لم يقصد الإساءة أو السخرية من جماعة الإخوان أو أي فصيل سياسي، في امتحان “تحريك الكارتون” والذي تضمن صور مجموعة من الخرفان وهم يهدمون الحظيرة ويعتدون على ربة المنزل، خاصة أن عبارة “الخرفان” باتت تطلق من جانب السياسيين المصريين علي بعضهم البعض بلا تمييز.
وأضاف أن الامتحان طلب من الطلاب إيجاد حل وتعبير بالرسوم المتحركة لرفض الخرفان إعادتهم مرة أخرى للحظيرة، خاصة الخروف الصغير.
وأوضح “تهامي” أنه لو كان الامتحان إسقاط على الإخوان كان يمكن أن أستعين بالمشهد كاملا بأسماء واضحة مثل “مسلسل الجماعة” وهو ما لم يحدث، لافتا إلى أن الطلبة درسوا طوال العام حركة الخروف وسلوكه بجانب حيوانات أخري.
الرئيس السيسي “أسد”
وفي امتحانات يناير الماضي أيضا تكررت هذه الإسقاطات السياسية بتكرار عبارات مثل “خرفان” و”أسد”، حين وضع مدرس امتحان اللغة الإنجليزية لطلبة الصف الثاني الإعدادي بإدارة غرب المنصورة (شمال مصر) قطعة تعبير بها اسقاطات سياسية.
وذلك عن طريق ضرب الأمثلة على حيوانات، ما فسره طلاب وأولياء الأمور بأنه يقصد في سؤاله «الإخوان» عندما تحدث عن الخرفان، ويقصد السيسي بـ “الأسد”.
#بوابة_يناير #اخبار // بالصور|| امتحان الصف الثاني الإعدادي لإدارة غرب المنصورة يصف جماعة الإخوان ب”الخرفان”… https://t.co/mEBBkjqbfd
— بوابة يناير (@yanayernews) January 15, 2016
وغضب نُشطاء من هذا الاسقاط، منتقدين تردي المستوي التعليمي لحد إدخال الخلافات السياسية وتشويه قوي سياسية عبر التعليم الرسمي.
وقرار محمد حسام الدين أحمد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية حينئذ، إحالة القائمين على وضع الامتحان للتحقيق، وأعلن رفضه أي إسقاط سياسي بالمدارس، قائلا: “سنعاقب كل من يستخدم السياسة أو الدين في الامتحانات”.
ودافع المدرس “ياسر وهبة”، واضع الامتحان عن نفسه خلال التحقيق معه، قائلا إنه لم يقصد أي إسقاط سياسي، وأنه “يهدف من وراء ذلك تدريب الطلاب على الخيال والابتكار وتعليمهم أن الخير هو الذي ينتصر على الشر في جميع المعارك”، بحسب قوله لصحف مصرية.
إهانة الرئيس “مرسي”
وخلال حكم الرئيس السابق محمد مرسي لمصر، وضع مدرس معارض له في امتحان منتصف العام للغة الإنجليزية للصف الثاني الإعدادي، بمدرسة غرب المنصورة عام 2013، سؤال باللغة الانجليزية يصفه “مرسي” ضمنا بانه “ملك غبي”.
وجاءت في القطعة المطلوب ترجمة نصها: “كان هناك ملك غبي يحكم مجموعة من الناس الطيبين، وكان من بين أتباعه رجل يسمى حشمت، وكان يقطع أصابع قومه، وفي يوم من الأيام استيقظ الملك وأعوانه فلم يجدوا أحدًا من الناس، وأشار عليه أتباعه أن يشترى مجموعة من الخرفان ليحكمها، ويقوموا هم برعايتها”.
واعتبر مؤيدون للرئيس مرسي، النص يسيء لرئيس الجمهورية حينها، فأحال وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الدقهلية حينها، الموجه صاحب الامتحان إلى التحقيق؛ مؤكدا أن “كل من يستخدم السياسة أو الدين في الامتحانات سيتم معاقبته عقابًا رادعًا، لأن الامتحانات والمدارس ليست ساحة لتصفية أي حسابات سياسية”.
تخيل حوارًا بين “مرسي” و”مبارك”
وفي امتحانات الفصل الدراسي الثاني من العام نفسه 2013، جاء في امتحان اللغة الإنجليزية للصف الثاني الثانوي بمدرسة قلين الثانوية الصناعية، بمحافظة كفر الشيخ، سؤال يطلب إكمال حوار متخيَّل بين “مرسي” والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، تشارك فيه زوجته “سوزان مبارك”.
وبحسب الحوار، يطلب “مبارك” من “مرسي” أن يخرج من السجن، فيسأله الأخير عن “أموال المصريين”، فيجيبه: “اسأل سوزان”، والتي تجيب هي في النهاية ساخرة: “مبارك لكم، والمال لي”!.
وفي امتحان العام الدراسي 2013 أيضا، لطلاب الفرقة الثانية بكلية التربية بقسم اللغة الفرنسية بجامعة أسيوط؛ طُلب منهم تخيل حوار بين “مرسي” و”مبارك” يكتبوه بالفرنسية؛ فاشتكى الطلاب من وجود إسقاط سياسي في الامتحان.
نعم للشرعية.. لا لجبهة الانقاذ اللصوص!
وخلال نفس الفترة، التي شهدت تعالي السجال السياسي والاعلامي بين الاخوان ومؤيديهم من جهة، وبين معارضيهم الذين جمعهم ما سمي “جبهة الانقاذ”، جاء في امتحان اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي، بمدرسة أبيس بمحافظة الإسكندرية، سؤالان يهاجمان جبهة الانقاذ.
(الأول): يقول: “خرج علينا لصوص ممن تجرعوا مرارة الهزيمة والفشل، زاعمين أنهم “جبهة الإنقاذ الوطني”، ويصف أعضاءها بأنهم “عاثوا في الأرض فسادًا غير عابئين بمصلحة الوطن”، وجاء السؤال يقول: “ماذا أنت قائل لمثل هؤلاء؟”.
أما السؤال (الثاني): فكان مؤيدا بشكل واضح للرئيس محمد مرسي، حيث جاء في قطعة النحو جمله: “نعم للشرعية، نعم لأول رئيس شرعي انتخبه الشعب بإرادته، ولا للفلول الفاشلين واللصوص الساعين لاغتصاب سلطة شرعية ليس بينهم جدير بها، لا وألف لا للإعلام المضلل الذي يستخف بعقولنا ويروع أمننا بالأكاذيب، فلنعلم أنهم مرتزقة خائنون، لقد كانوا قابعين في جحورهم وقتما كانوا عبيدًا لطاغية طيلة (31) عامًا، فكم جريمة ارتكبوا في حق أنفسهم وفي حق الشعب العظيم”.
وقد ألغت مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، الامتحان وأعيد مرة أخرى للطلاب، وتمت إحالة المدرس واضع الامتحان للتحقيق.
البرادعي “برعي أبو بوذا”
وضمن نفس الحملة لمؤيدي الرئيس مرسي، من أساتذة المدارس والكليات، جاء في امتحان مادة “قانون العقوبات” للفرقة الثانية بكلية الحقوق، بجامعة جنوب الوادي، 2013، سؤال إجباري، يحمل اسقاط سياسي واضح ينتقد بشدة “جبهة الانقاذ” المعارضة.
وجاء في السؤال عبارات مثل: “جبهة الدمار المعارضة للنظام الحاكم في مصر”، وذكر لأسماء أعضاء جبهة الانقاذ بصورة ساخرة مع تغيير أسماءهم مثل: “حمدي أبو سلمى” في إشارة ربما لحمدين صباحي، و”برعي أبو بوذا” في إشارة للدكتور محمد البرادعي، وبكري أبو جريدة” ويقصد به الصحفي مصطفي بكري.
أيضا وردت أسماء مثل: “أبو سحس” الذي أشعل النار في قصر الرئاسة، وأصيب بعاهة مستديمة في النهاية بعدما “انهال عليه ضربًا” “أبو حازم” المؤيد للنظام الحاكم، و”أبو خرطوش” الذي حاول قتل رئيس مجلس الوزراء، و”أبو حمالات” الذي سرق بعض القطع الأثرية من المتحف المصري، وأخفاها عند صديقته “تهاني أم جبل”.
وتضمن السؤال من الطلاب “تحديد المسؤولية الجنائية” لهذه الشخصيات كلها، مع تدعيم الإجابة بالأسانيد القانونية.
وبرر واضع الامتحان (الدكتور أحمد عبد الموجود) ذلك بقوله “إنه معتاد على تأليف أسماء ملفتة تشد الطالب”، ونفي بدوره وجود “اتجاه سياسي ضد طرف بعينه”، وقال عميد الكلية حينها الدكتور محمد يونس إن “الأسماء غير موجودة في الواقع ولا تمثل أشخاصًا بعينهم”.