العالم يبكي حلب وجامعتها تقيم حفلاً صاخباً

حذيفة العبد: المصدر

في الوقت الذي تأن فيه حلب من أوجاع جرحاها، وتبكي الثكالى على أرواح قتلاها، نظمت كلية الهندسة المعمارية في حلب قبل يومين، حفلاً صاخباً على بعد مئات الأمتار فقط من أحياء دمرتها طائرات النظام وحولت أجساد أطفالها إلى أشلاء وشرّدت عائلاتها.

العلم بكى حلب من خلال عبارة (حلب تحترق) التي غزت جميع وسائل الإعلام، وحاول النظام من خلال إعلامه استغلال الموقف والادعاء بأن هذه المجازر والمستشفيات التي تدمرت في مناطق سيطرته، وبفعل “الإرهاب والجماعات المسلحة”، “فهل من فقد أهله أو أحداً من جيرانه قادرٌ على إحياء مثل هذا الحفل، الذي وصل صوته إلى مسامع السكان الذين يعيشون في بقايا منازل مدمرة؟”، يتساءل ناشطو المدينة.

رقصٌ وغناءٌ ومجون، وفتياتٌ يستعرضن مواهبهن الدفينة وسط الجموع، هي ما أظهرته الصور المنشورة، وكأن الحفل مقامٌ في بلادٍ لم تعرف الحرب يوماً، لا في مكانٍ جميع من سكن فيه سبق له أن فقد عزيزاً.

ناشطو شبكة “شاهد عيان حلب” نقلوا الصور للحفل المقام في نادي الاتحاد العائلي، مستنكرين أن يكون الفرح بهذه الطريقة المستفزة المسيئة لدماء الناس في سوريا عامة وحلب خاصة، حيث أنه على بعد كيلومترات قليلة، هناك مجازر وأشلاء وعائلات مشردة وأحياء كاملة تحت الأرض، حتى في مناطق النظام نفسها يوجد ما يدمي القلب والفؤاد، وبالتالي تعتبر هذه المظاهر، وفي هذه الظروف الصعبة، إساءة للعلم والوطن ودماء الناس.

وقال الناشطون إنهم من حيث المبدأ ليسوا ضد أن يشارك الطلاب في حفلة تخرجهم من الكلية، ويقدرون تماماً تمسكهم بالتعليم رغم كل الظروف المأساوية والصعبة التي تعيشها مدينة حلب، ولكن بشرط أن يكون الحفل أكاديميًا يحترم العلم والظروف الذي تعيشها البلد.

وأضاف المصدر: “نحن لن نلوم إدارة جامعة حلب وفرع الحزب لأننا نعلم جيدًا أنهم عبارة عن رجال مخابرات يتنافسون في تمسيح الجوخ للحصول على بعض المناصب في النظام المتهالك الذي مازالوا متمسكين به ويدافعون عنه، ولكن اللوم على الطلاب والأهالي الذين رضوا بأن يشاركوا في الرقص على دماء أهلهم”.

الحفل كان برعاية رسمية من فرع (حزب البعث) في جامعة حلب، وحضره أمين الفرع محمد نايف السلتي، وحسان سعودي ولؤي شاشاتي عضوي قيادة الفرع.

أخبار سوريا ميكرو سيريا