ردّا منها على التفجيرات التي ضربت اللاذقية وطرطوس الساحليتين، في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، دعت الطبيبة النفسية والكاتبة السورية والإعلامية المقيمة في الولايات المتحدة الأميركية وفاء سلطان، أهل الساحل السوري إلى الهجوم على المدارس و”حرق كل كتاب ديني فيها”!

وقالت الدكتورة وفاء سلطان والتي ولدت وترعرعت في الأصل بمدينة بانياس الساحلية السورية: “أهيب بهم أن يحطموا كل المساجد في أحيائهم” وأن يسحبوا أطفالهم “من حصص التربية الدينية”.

ولم تكن الدكتورة وفاء سلطان هي الوحيدة في هذا السياق، بل رصد “العربية.نت” عددا من حالات التجديف العلنية التي وثّقها الموقع الاجتماعي “فيسبوك” حيث نشرت مقالات لأشخاص بحسابات موثقة، جدّفت على الله تعالى، علنياً، بعد تفجيرات الساحل.

إلا أن الملاحظ هو جرأة تلك الحسابات الموثقة على ذات الله تعالى، وفي الوقت نفسه الخوف من شخص رئيس النظام السوري بشار الأسد. وفقاً لما طالعه “العربية.نت” من حسابات موثقة لأشخاص من المنطقة الساحلية التي ضربتها التفجيرات، إلا أن “العربية.نت” يعتذر عن عدم نشرها لما تحمله من تجديف ونيل من الذات الإلهية.

وبرأي محللين، فإن ظاهرة التجديف على الله تعالى، تحتاج بحثاً مستقلاً، لمعرفة أسبابها والسياق الذي ولدت فيه. خصوصا أن التجديف السالف قابله خشوع وخوف ورهبة من مجرد تناول اسم الأسد. وهي ظاهرة “عجيبة” بكل المقاييس، حسب مطلعين على تاريخ الإلحاد والتجديف في العالم.

يشار إلى أن الدكتورة التي تعمل في حقل الطب النفسي، وفاء سلطان، هي من أبناء المنطقة الساحلية، من بانياس التابعة لمحافظة طرطوس، وقد انتقلت وزوجها إلى الولايات المتحدة الأميركية منذ سنوات، وحصلت على الجنسية الأميركية.

وعرفها المشاهد العربي في برامج حوارية تلفزيونية أثارت الجدل في حينها. كما أنها مقدمة برنامج تلفزيوني يدعى “حرب بلا سلاح” على قناة “الآرامية” التي تبث من الولايات المتحدة الأميركية.

وختمت سلطان منشورها الذي طالعه “العربية.نت” في موقع “مفكر حر” بتاريخ يوم وقوع تفجيرات الساحل في 23 من الشهر الماضي، ثم تلي المنشور بتعليق يتضمن رابطاً للقناة التلفزيونية التي تعمل بها، ولم يتم تسجيل أي اعتراض أو تكذيب من قبل الأكاديمية السورية على ما ورد في منشورها الذي نشره الموقع السالف، بعد أن مر عليه عشرة أيام كاملة، بقولها: “جبلة وطرطوس أبكيكما اليوم، لكنني سأرقص في عرسيكما غداً”.

ولفت في منشور الدكتورة سلطان، أنها دعت أهل الساحل للثورة على “الحكومة” دون أن تحدد ما إذا كان سيطال اسم الأسد نفسه، فقالت: “الحكومة مفلسة والأمل فيكم ولقد دقت ساعة البدء”.

وتضيف لأهل الساحل: “باسمكم سرقوا ونهبوا وظلموا وأنتم الأفقر والأضعف. ثوروا، فالجلد لا يحكه إلا ظفره”.

بدون أي إشارة محددة الى الثورة على مَن بالضبط؟ وماهي نوعية الأهداف التي تريد تحقيقها عن طريق دعوتها أهل الساحل إلى الثورة. إلا أن قولها “باسمكم سرقوا ونهبوا” يعني أنها تتوجه إلى نظام حكم آل الأسد، مباشرة، لأنهم هم من حكم باسم الطائفة واستغل وأساء لبقية السوريين ضمن هذا الإطار