الخلايا الإرهابية النائمة في أوروبا تهدد سمعة اللاجئين السوريين


أثار تورط سوريين في التخطيط للهجوم الإرهابي على مدينة دوسلدورف في ألمانيا، ردود فعل متباينة حول تأثير ذلك على اللاجئين في البلاد.

وفي هذا السياق، طالب عضو برلمان الولاية عن الحزب المسيحي الديمقراطي "غريغور غولاند" تقصياً أمنياً حول كل اللاجئين المقيمين في ولاية شمال الراين فيستفاليا.

وانتقد النائب وخبير الشؤون الأمنية في حزبه، تصريحا سابقاً لوزير داخلية الولاية "رالف ييغر" قال فيه: "عن طريق البلقان لم يدخل ألمانيا أي إرهابي"، واصفاً تصريح الوزير بالساذج.

وأضاف غولاند "لا نستطيع حتى اليوم التأكد من هويات كل اللاجئين".

في المقابل، حذر رئيس اتحاد الشرطة "راينار فيندت" من وضع المهاجرين جميعاً في دائرة الاشتباه العام، حيث قال: "نعلم أنه منذ هجمات باريس وبروكسل يريد تنظيم الدولة الإسلامية التأثير على قضية الهجرة في أوروبا وإثارة مشاعر العداء ضد اللاجئين (...) هذا جزء من استراتيجيتهم ويجب ألا نقع في هذا الفخ".

وشدد "فيندت" على أن "تنظيم الدولة" الإرهابي "يقوم بشكل استراتيجي بتشويه سمعة اللاجئين وإثارة الخوف منهم، عبر تهريب مقاتليه كطالبي لجوء إلى أوروبا".

ولهذا يطالب "فيندت" بالتدخل بحزم لمنع وقوع ذلك، وقال: "سيكون أمراً رهيباً، إذا تمّ اتهام الناس، الذين جاؤوا لألمانيا طلباً للحماية، بالإرهاب".

محذراً أيضاً حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي إلى عدم استغلال هذه الأحداث لخدمة مصالحه السياسية. وسبق لهذا الحزب أن حذر من دخول إرهابيين إلى ألمانيا عبر طريق البلقان وطالب بإغلاق الحدود.

وفي هذا الصدد يقول "ماركوس كايم" الباحث في شؤون الإرهاب في المعهد الألماني للدراسات السياسية والأمنية ببرلين، على أن الحكومة الألمانية مطالبة بتحسين إجراءات اللجوء وتفكيك الخلايا الإرهابية، للتقليل من حظوظ حزب البديل اليميني الشعبوي في نشر سياسته المناوئة للاجئين.

وكانت وزارة العدل الألمانية قد أعلنت أمس، أنه تتم ملاحقة 180 شخصاً في ألمانيا على صلة بتنظيمات جهادية في سورية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" بموجب 120 آلية جنائية.

كما أعلنت وزارة الداخلية أنها أحصت في البلاد "499 فرداً قد يكونون خطيرين في مجال الإرهاب الإسلامي"، كما أن "820 جهادياً ألمانياً" غادروا ألمانيا قصد "الجهاد" في سورية والعراق، عاد منهم الثلث تقريباً فيما قتل نحو 140.

وبذلك، فإن نحو 420 على الأقل لا يزالون في الأراضي السورية أو العراقية، وفق تأكيدات السلطات الألمانية.