القبر في العاصمة للدمشقيين بمليون ونصف ولشبيحة بشار الأسد بالمجان

4 حزيران (يونيو - جوان)، 2016

دمشق- محمد القاسم: المصدر

كشف ناشطون من العاصمة دمشق أن عناصر الميليشيات الموالية التي تقاتل بجانب النظام باتوا مؤخراً يسرقون القبور من مقابر دمشق الشهيرة لدفن قتلاهم، رغم أن تكاليف القبر في بعضها يصل إلى مليون ونصف ليرة سورية، يدفعها ذوي المتوفى ليتمكنوا من دفن قتلاهم.

وقال ناشطو شبكة (صوت العاصمة) إنهم كشفوا هذه التجاوزات بعد مراقبةٍ دامت لفترة طويلة وبعد تواصل مع أهالي حي الميدان الدمشقي، حيث يستخدم شبيحة النظام والميليشيات الموالية له قبور فارغة في مقبرة “الحقلة” بالمنطقة، وذلك لدفن قتلاهم من سكان وأبناء المنطقة المتطوعين في الميليشيات التي تقاتل في صفوف النظام السوري.

وقال أحد أهالي المنطقة المطلة على المقبرة، إن هذه الحوادث كانت تحصل ليلاً بعد خلو الشارع من المارة، حيث يتم دفن بعض القتلى ليلاً، وبعد فترة ليست بطويلة أصبحت هذه الظاهرة علنية في وضح النهار، مع تشييع القتلى بشكل رسمي وإطلاق الرصاص والهتافات، بحسب الشبكة.

وفي شهادة لأحد سكان الحي، قال المدعو ( أ، س ) إنه قد اشترى قبراً في مقبرة الحقلة، منذ وقت ليس ببعيد، حيث تم تجهيزه لأحد أفراد العائلة الذي كانت على حافة الموت، وبعد حصول الوفاة والتوجه إلى المقبرة، تفاجأ بمنع استخدام القبر وفتحه، وما هي إلا أيام حتى تبين أنه قد دُفن فيه أحد قتلى ميليشيا الدفاع الوطني (الشبيحة).

وتعتبر أسعار القبور مرتفعة جداً في دمشق، حيث يمكن أن يصل القبر في مقابر دمشق الرئيسة إلى مليون ونصف ليرة سورية وأكثر، فيما يعتمد النظام مقبرة “نجهة” في ريف دمشق مكاناً رئيساً لدفن قتلى المعارك من الموالين له، ولكن بعض الأحياء الدمشقية التي تطوع قسم من شبابها في تلك الميليشيات، لا ترضى أن يُدفن أبناؤها في منطقة “نجهة” فتستخدم أسلوب التشبيح للحصول على القبور بشكل مجاني.

جمعيات خيرية للدفن

وفي تناقضٍ واضحٍ لسياسة النظام، طالب أعضاء “مجلس محافظة دمشق” التابع لحكومة النظام بضرورة متابعة المقابر ومدى التزام المشرفين عليها بعملهم، والحدّ من واستغلال موظّفي مكتب الدفن للمواطنين أيام العطل، حيث يضطر المواطن إلى دفع نفقات إضافية.

واقترح الأعضاء، بحسب موقعٍ موالٍ للنظام، إيجاد آلية محدّدة لتعيين المشرفين على المقابر، وإنشاء جمعية خيرية تساعد المواطنين على تأمين القبر، ودفن موتاهم.

وجاءت هذه المطالبات بعد أن وصلت تكاليف دفن الموتى في مقابر العاصمة إلى أرقام خيالية تتجاوز المليون ليرة في بعض الأحيان.

وكانت الموقع أوضح أن ثمن القبر في مقبرة “باب صغير” يتراوح بين 700 ألف ومليون ليرة في بعض الأحيان، أما في مقبرة المسيحيين بباب شرقي، فتكلفة القبر مليون و200 ألف ليرة، وسعر الدرج في المدفن يتراوح بين 200 ألف و250 ألف.

ووفقًا لما أورده التقرير، قال عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق لدى النظام فيصل سرور، “إن القانون يمنع بشكل كامل بيع القبور، لكن المواطنين يبيعونها بين بعضهم خارج إطار المحكمة، ثم يقومون بالتنازل عن القبر، بحجة أنه تنازل دون مبلغ مادي، لكن في الواقع يكونوا قد اتفقوا مسبقًا على عملية البيع والسعر خارج إطار المحكمة”.

من جهته، أوضح مدير مكتب الدفن بدمشق حسام النقطة، أن ثمة قبور برسوم رمزية، تتبع لصندوق مقابر المسلمين، وبإمكان أي مواطن التقدم إليها، وفي حال تم الحصول على موافقة المحافظ، يسدد مبلغ 5 آلاف ليرة رسم تخصيص، و12500 ليرة بدل حفر وعمار القبر، وفي حال مخالفة الحفار يتدخل مكتب الدفن ويعالج الموضوع مع الحفار.

وبيّن النقطة، أن هذه التسهيلات تتم حصرًا في مقبرة نجها بريف دمشق، المشيدة حديثًا، وبسبب بعدها عن مركز العاصمة يلجأ المواطنون لشراء القبور بأسعار مرتفعة في مقابر ضمن مدينة دمشق.

وأكد ناشطون في العاصمة بدورهم أن هذه الأسعار لا تشمل قبور قتلى عناصر النظام، حيث تم حجز قبور كثيرة مسبقاً في مقابر دمشق لتقديمها لقتلى النظام من أهالي العاصمة.

مقبرة نجها

وكانت وكالة أوقات الشام الموالية للنظام نقلت في وقتٍ سابقٍ حسام النقطة، مدير مكتب الدفن بدمشق، بوجود تسهيلات تتم حصراً في مقبرة نجها بريف دمشق المشيدة حديثاً، وبسبب بعدها عن مركز العاصمة، يلجأ المواطنون لشراء القبور بأسعار مرتفعة في مقابر ضمن مدينة دمشق، أبرزها “باب الصغير” “الدحداح” والشيخ رسلان في باب شرقي، وذلك بسبب العادات والتقاليد للدمشقيين الذين اعتادوا أن يدفن الميت في هذه المقابر كونها قريبة عن مركز العاصمة.

أما في مقبرة المسيحيين بباب شرقي فكانت تكلفة القبر مليونا ومائتي ألف ليرة، وسعر الدرج في المدفن يتراوح بين مائتي ألف ومائتين وخمسين ألفا وهو مصمم على النمط الغربي.

ولفت النقطة إلى أن مقبرة نجها، التي يقول ناشطو العاصمة إنها باتت للشبيحة حصراً، تتألف من أربعة أقسام، الأول امتلاً بـ 7500 قبر، والثاني 6800 قبر، والثالث مخصص للشهداء، والرابع يتسع لـ 7500 قبر تم استهلاك 1000 قبر منها والباقي مازال فارغاً، إضافة إلى أن المحافظة رفعت طلباً إلى الانشاءات العسكرية لتوسيع رقعة المقبرة عبر استغلال الأراضي الفارغة المحيطة بها بمساحة 3000 متر مربع، تتسع لـ 12 ألف قبر بقيمة 400 مليون ليرة.

أخبار سوريا ميكرو سيريا