داعشي منشق يدعي حيازته شريط فيديو يثبت سلامة الأب باولو مقابل عشرة آلاف يورو من الفاتيكان


99

مع اقتراب الذكرى الثالثة لاختطاف الأب اليسوعي باولو دالوليو، يبدو أن هنالك بصيص من الأمل حول وجوده. وكان الكاهن قد اختطف من قبل إسلاميين في سورية، في تموز 2013، ومنذ ذلك الحين لم يكن بالمستطاع التعرّف على أثره.

فبحسب صحيفة “لو موند” اليومية الفرنسية، فإنه في شهادة (صالح أ)، الجهادي المنشق الذي ساعد في احباط الهجمات الأخيرة في ألمانيا، وأدى إلى إلقاء القبض على ثلاثة لاجئين سوريين تواطىء معهم في السابق، فقد أخبر المحققين الفرنسيين بأنه يرغب بزيارة روما، لكي يتفاوض مع رجل يدعى كارلوس، في محاولة منه للحصول على لقطات فيديو، وبيعها للفاتيكان، كدليل يثبت بأن الأب باولو دالوليو لا يزال على قيد الحياة. وفي مقابل هذا الفيديو، سيحصل هو وشريكه (حمزة س)، وهو من بين الرجال الثلاثة الذين اعتقلوا في ألمانيا، على مبلغ عشرة آلاف يورو.

وبحسب سورين سيلوف، صحفي جريدة “لو موند” الذي كان يحقق في القضية، فإن “خطة الفاتيكان” ولدت عندما انضم صالح (28 عاماً) إلى تنظيم داعش. وتناول في حديثه مع المحققين الفرنسيين تاريخ امتداد الحرب الأهلية السورية بشكل كامل.

فبعد ما يقارب أربع سنوات أمضاها في سجون الأسد بتهمة “إهانة الرئيس”، تم إطلاق سراحة في إطار عفو عام بتاريخ 31 تموز عام 2013، لينضم مباشرة إلى الجيش السوري الحر، ولكن لافتقار هذه المعارضة العلمانية إلى الموارد، فقد قرر الانضمام إلى جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة في سورية، وبعد محاولة فاشلة، قرر انضم إلى تنظيم داعش.

وقضى صالح في سجون “الخلافة” في الرقة حتى كانون الثاني عام 2014، قبل أن يتوجه إلى معسكر لتدريب الجهاديين. وهنالك، أنشأ اتصالاً مع عميل في “الأمنيات”، وهي شرطة داعش السرية. وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن الأخير قام بإبلاغه بوجود شريط فيديو للأب دالوليو، ويرغب ببيعه للفاتيكان. وفي نيسان 2014، قال بأنه أرسل إلى تركيا لأول مرة باعتباره مهرباً للناس. وفي شباط التالي، أرسل إلى أوروبا الغربية. حيث وصل إلى اليونان على متن قارب للمهاجرين، قبل أن يسافر إلى ألمانيا، حيث قدّم طلب لجوء.

ومنذ ذلك الحين أصبح اهتمامه مركزاً على فكرة الذهاب إلى روما للتفاوض على بيع لقطات فيديو سرية. ولدفع ثمن رحلته إلى إيطاليا، كان على صالح الذهاب إلى فرنسا لأخذ حقيبة من صالون للحلاقة، في الجادة الثامنة عشرة. ولكن عند وصوله، لم يجد شيئاً. بعد ذلك بيومين، في الأول من شباط، قام بزيارة مركز للشرطة، قريب من شارع “دي لا جوت دوور”. وكشف للشرطة الفرنسية بأنه كان عضواً في خلية نائمة مكوّنة من عشرين شخصاً، بين مخيمي دوسلدورف ودوتش للاجئين. وأفاد بأنه كان “متعباً”، وكشف عن خطة لهجوم انتحاري سينفذ في قلب المدينة الألمانية، وهو ما أكدته برلين يوم أمس. ومنذ ذلك الحين، فقد أودعه الوكلاء السريين الفرنسيين في سجن بسرية تامة.