آلاف المدنيين يفرون من منبج بعد أن سمح "تنظيم الدولة" لهم بالخروج


يفر آلاف المدنيين مكدسين في سيارات ومشياً على الأقدام من مدينة منبج في محافظة حلب شمالاً مع اقتراب "قوات سورية الديموقراطية" أكثر منها وتطويقها من ثلاث جهات في مسعى لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها.

ومع تمكن "قوات سورية الديموقراطية" التي تضم فصائل عربية وكردية أهمها وحدات حماية الشعب الكردية، من تطويق مدينة منبج في محافظة حلب (شمال) من ثلاث جهات، بدا التنظيم يسمح بخروج المدنيين من المدينة.

ويسلك المدنيون طرقات فرعية وعرة هرباً من هجوم وشيك، ويتكدسون داخل سيارات تقلهم مع حاجياتهم الأساسية التي تمكنوا من أخذها معهم، فيما يفر آخرون مشياً على الأقدام.

وكانت منبج تأوي قبل بدء الهجوم حوالى 20 ألف مدني، من إجمالي 120 ألف شخص كانوا يقيمون فيها قبل بدء الحرب بسورية عام 2011، ربعهم من الأكراد فيما الغالبية من العرب وبعض التركمان.

وهجوم منبج هو واحد من ثلاثة هجمات يتصدى لها "تنظيم الدولة" لحماية طريق إمداده الرئيسة التي تنطلق من الرقة معقله في سورية، مروراً بمدينة الطبقة في المحافظة ذاتها وصولاً إلى منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي فجرابلس على الحدود التركية.

وفي محيط منبج، حققت "قوات سورية الديموقراطية" خلال الليل وبغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن وفق عبد الرحمن، "تقدماً إضافياً باتجاه المدينة، حيث باتت حالياً على بعد نحو خمسة كيلومترات منها من جهة الشمال".

وتتقدم هذه القوات باتجاه منبج من ثلاث جهات، وباتت على بعد كيلومترين جنوب المدينة وسبعة كيلومترات من الجهة الشرقية. وتسعى إلى تطويق المدينة من ثلاث جهات وترك منفذ واحد من جهة الغرب ينسحب من خلاله الجهاديون.

وقال رئيس مجلس منبج العسكري الذي يقود عمليات "قوات سورية الديموقراطية" في المنطقة شرفان درويش: "نحيط بمنبج من ثلاث جهات والعمليات تجري بشكل جيد".

وأضاف "قطعنا الطريق بين منطقة منبج وجرابلس وتقدمنا أكثر إلى الغرب منها، واستطعنا أيضاً قطع الطريق من الجنوب بين منبج والرقة، والطريق الوحيد المفتوح حالياً هو الطريق إلى (غرب) حلب".

وفي حال سيطرت "قوات سورية الديمقراطية" على منبج، يصبح بإمكانها قطع طريق الإمداد الرئيس لـ"تنظيم الدولة" بين الرقة والحدود التركية بشكل كامل.

وتواجه "قوات سورية الديموقراطية": "مقاومة" من "تنظيم الدولة" داخل المدينة بعدما عمد عناصر التنظيم إلى إخراج عائلاتهم منها.

ولم تتمكن هذه القوات من إحراز تقدم سريع وهي تتواجد حالياً على بعد ستين كيلومتراً شمال شرق مدينة الطبقة، التي تتقدم قوات النظام باتجاهها أيضاً من الجهة الجنوبية.

وبات جيش النظام وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، على بعد 25 كيلومتراً من مطار الطبقة العسكري.

وافاد المرصد السوري بأن "تنظيم الدولة" أرسل "تعزيزات عسكرية خلال اليومين الماضيين إلى ريف الرقة الغربي ومنطقة الطبقة، وتضمنت أسلحة خفيفة ومتوسطة، بالإضافة لحوالي مئة عنصر".