حلف الأطلسي يبدأ مناورات ضخمة في بولندا

8 حزيران (يونيو - جوان)، 2016
4 minutes

شارك آلاف من جنود حلف شمال الأطلسي في اليوم الأول من مناورات بالقرب من تورون في شمال بولندا، اليوم، هي الأكبر التي تشهدها أوروبا الشرقية منذ سقوط الشيوعية وتهدف إلى عرض قوة الجانب الشرقي للحلف في مواجهة روسيا.

وتهدف مناورات “أناكوندا” التي تستمر عشرة أيام إلى تعزيز أمن المنطقة وسط التوتر بين دول الغرب وروسيا التي ردت بغضب على تلك المناورات.

وقال “ديمتري بيسكوف” المتحدث باسم الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أن “المناورات (..) لا تسهم في نشر جو الثقة والأمن”.

وأضاف “للأسف لا نزال نشهد نقصاً في الثقة المتبادلة”.

وتأتي هذه المناورات قبل شهر من القمة التي سيعقدها حلف شمال الأطلسي في وارسو والتي ستشهد أكبر عملية تجديد له منذ الحرب الباردة تتمثل في نشر المزيد من الجنود في دول أوروبا الشرقية الأعضاء في الحلف والقلقة من روسيا منذ ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014.

وتلقى خطوات الحلف معارضة من روسيا. إلا أن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة يصف هذه الخطوات بأنها استراتيجية “ردع وحوار”.

ويشارك في مناورات “أناكوندا” التي تعتبر الأحدث في سلسلة من المناورات التي يجريها الحلف في المنطقة، 31 ألف جندي من 24 بلداً من بينهم 14 ألف جندي من الولايات المتحدة و12 ألف جندي من بولندا وألف جندي من بريطانيا إضافة إلى جنود من دول “الشراكة من أجل السلام” وهي الجمهوريات السوفياتية السابقة ومن بينها أوكرانيا.

وصرح وزير الدفاع البولندي “أنتوني ماكيرفيتش” أن الحلف “يتأكد من قدرته على الدفاع عن خاصرته الشرقية”.

وتعتبر هذه المناورات الأكبر التي يجريها الحلف منذ تدريبات “ترايدنت” العام الماضي والتي شارك فيها 36 ألف جندي في ايطاليا وإسبانيا والبرتغال.

وسعى حلف شمال الأطلسي إلى طمأنة موسكو، حيث أكد أمينه العام “ينس ستولتنبرغ” الأسبوع الماضي أن “الحرب الباردة أصبحت تاريخاً، ونريد أن تبقى كذلك”.

وتحتج روسيا منذ فترة على توسع الحلف في الجمهوريات السوفياتية السابقة، ووافق الحلف في 1997 رسمياً على عدم نشر قواعد دائمة في دول حلف وارسو السابقة.

إلا أن بعض المحللين يشككون في استراتيجية الحلف الحالية التي تستند على نشر الجنود بالتناوب بدلاً من نشر قوات دائمة، وقالوا إنها قد لا تضمن الأمن على الضفة الشرقية للحلف.

وأوضحت “جودي ديمبسي” المحللة في مجموعة “كارنيغي”: “عندما يسوء الوضع، كم ستستغرق تعبئة الجنود بسرعة كبيرة في حال وجود تهديد من هجوم”.

وقالت “إذا لم يكن الحلف يريد نشر قوات دائمة، فعليه إذن تسريع إقامة بنية تحتية لنقل الجنود إلى (أوروبا الشرقية) بسرعة”.

ومنذ اندلاع النزاع في أوكرانيا في 2014، أنشأ الحلف قوة رد فائقة السرعة لها قيادة متقدمة ومراكز لوجستية في الدول الشرقية.

إلا أن “ديمبسي” شككت في جدوى وجود وحدات صغيرة نسبياً في مواجهة “قوات تقليدية هائلة على الجانب الآخر”.

وكثفت روسيا تواجدها بشكل كبير في منطقة بحر البلطيق، كما أن مقاتلاتها تنتهك بشكل متكرر أجواء الجمهوريات السوفياتية الأصغر الأعضاء في الحلف ومن بينها أستونيا. وفي إبريل/نيسان حلقت تلك الطائرات فوق مدمرة بحرية أمريكية.

وقالت “ديمبسي”: “التدريبات الروسية معقدة ومتطورة وكبيرة ومخيفة. انظروا ماذا يفعلون في كاليننغراد”، في إشارة إلى المناورات الروسية في الجيب الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا.

وأضافت أن تلك المناورات “تشبه التحذير للحلف لا تنسوا، نحن داخل منطقة الحلف”.