بعد أن استغلها لتلميع صورته لعقود.. نظام الأسد يلغي دعمه نهائياً لصحف أحزاب الجبهة


أفادت مصادر فيما يسمى "الجبهة الوطنية التقدمية" التابعة لنظام الأسد في سورية بأن غالبية الأحزاب المنضوية تحت هذه الجبهة قررت إيقاف صحفها التي تنشرها نتيجة العجز المالي الذي تعاني منها هذه الأحزاب، ونتيجة توقف سلطات نظام الأسد عن دعم هذه الأحزاب مالياً، ورفضها تغطية حتى جزء من تكاليفها.

وبحسب وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء فقد أشارت هذه المصادر إلى أنه انطلاقاً من سبتمبر/أيلول المقبل لن تصدر غالبية صحف هذه الأحزاب، ومن بينها صحيفة "الحزب الشيوعي" و"الاشتراكيين العرب" و"العهد الوطني" وغيرها من الأحزاب، بعد أن تلقّت إعلاماً من سلطات النظام بتوقف الدعم المقدّم لها.

وكان دعم النظام لهذه الصحف يصل لنحو سبعة آلاف دولار شهرياً قبل انطلاق الثورة السورية، لينخفض إلى نحو خمسمائة دولار مطلع العام الجاري، وليتوقف نهائياً مطلع سبتمبر/أيلول المقبل.

وقالت مصادر الجبهة إن السلطات أعلمت هذه الأحزاب أن عليها أن تكتفي بصحفها أو نشراتها الإلكترونية، وأن تتوقف عن إصدار النسخ الورقية إن كانت ميزانياتها الخاصة لا تسمح بذلك.

ولاقى القرار استياءً غير مُعلن من قبل قيادات هذه الأحزاب، فهي ورغم فك ارتباطها بـ"حزب البعث" الذي حكم آل الأسد سورية باسمه لعقود، مازالت مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالنظام السياسي في سورية وتخضع لمتابعة من الأجهزة الأمنية، ومن غير المتوقع أن يصدر عنها أي احتجاج رسمي علني.

وينظر كثير من السوريين إلى هذه الخطوة من منظور تخلي نظام الأسد عن هذه الأحزاب، بعد أن انتهت صلاحياتها واستثمرها النظام طوال عقود وأفسدها وفرغها من مضمونها وشغّلها بتلميع صورته وتجميلها، ما أدى لانفضاض مؤيديها عنها، وصار بعضها لا يضم إلا بضع عشرات من الأعضاء.

الجدير بالذكر أن ما يسمى "الجبهة الوطنية التقدمية" في سورية هي عبارة عن ائتلاف من الأحزاب السورية، أسسها حافظ الأسد في 7 مارس/ آذار 1972. وتتشكل من مجموعة أحزاب تتكون من: حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي السوري (بشقيه الموجودين في النظام: جناح وصال بكداش وجناح يوسف فيصل) والاتحاد الاشتراكي العربي وحزب الوحدويين الاشتراكيين وحركة الاشتراكيين العرب والحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد العربي الديمقراطي.

ومنذ أواخر العام 2001، يحضر الحزب السوري القومي الاجتماعي اجتماعات الجبهة بصفة مراقب، وليس لهذه الجبهة أي ثقل سياسي في سورية، التي انفرد فيها نظام الأسد بالحكم.