جراح داريا تحرك مياه حوران الراكدة


unnamed (1)

مضر الزعبي: المصدر

تخسر الثورة السورية أيقونتها، وتخسر حوران حليفتها الأقرب داريا، ليكون يوم 26 آب/أغسطس، تاريخ أسود للجنوب السوري، لكل المدن الثائرة، لكل الثوار في الجنوب، اليوم هو يوم اليُتم للجنوب السوري، لم تعد داريا عروس ثورة ضمن حسابات الجنوب، لقد تحققت أحلام أطفالها وأصبحوا جيراناً لفتح الشمال، بعد خذلان جيوش وكتائب الجنوب لهم.

لا يمكن أن يكون الوداع الأخير دون تأثير على الحليف وشريك القضية، لا يمكن أن يكون الزلزال دون ارتدادات، فلم تتأخر ارتدادات زلزال داريا، فها هي تضرب حوران وتحرك المياه الراكدة منذ أشهر.

أولى الارتدادات كانت بإعلان طبيب الثورة تسير الزعبي اعتزاله للعمل الثوري، الطبيب الذي كشف قصة الطفل حمزة الخطيب وفضح جرائم النظام، فكتب على صفحته الشخصية على “فيس بوك”: “تباً لكم يا عبيد الدرهم والدولار، أعتذر من جميع المحافظات السورية من وقف معنا، أعتذر من داريا أول مدينة وقفت معنا، لقد خذلناكم، سامحونا، انا الدكتور تيسير الزعبي أعلن اعتزال الثورة بدرعا بعدما باعها عبيد الدولار والدرهم، والجلوس في بيتي، حتى يأتي أمر الله”.

file17.jpeg

وطالب الطبيب بيوم إضراب شامل في حوران، لإرجاعها لسيرتها الأولى، فكتب: “إلى حوران أم اليتامى، إلى ثوار حوران، إلى الأقلام الحرة والشريفة، إلى إعلاميي حوران، إلى زملاء الدرب والخندق الواحد، إلى أخوة التراب، أدعوكم إلى إرجاع مجد حوران، أدعوكم إلى إرجاع ذكرى الشهداء، لنا تاريخ 18 آذار، فنجعل يوم 1 أيلول يوم لعودة أمجاد حوران، يوم إضراب شامل في حوران، لنثبت للعالم ولأهل داريا أن أهل درعا للعهد باقون، هذا اليوم سيكون خزي وعار على جبين عبدة الدولار، يوم الإضراب هو يوم مع أهل داريا وهو يوم ضد عبدة الدولار”، وختم: “هذه وصيتي… اليوم بينكم وغداً الله أعلم”.

file18.jpeg

ومع سماع الأخبار القادمة من داريا، تحرك العشرات من أبناء محافظة درعا، فلم تتوقف المساجد عن التكبير منذ يوم أمس في عدد من بلدات ومدن المحافظة، وخرج أهالي كل من بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي والحارة في ريف درعا الشمالي بمظاهرات ليلية للتنديد بخذلان داريا.

ولم تتوقف الارتدادات، فللمرة الأولى اتهم عدد من خطباء المساجد في مناطق سيطرة الثوار في درعا قادة الفصائل بالخيانة لأنهم تركوا داريا تواجه مصيرها لوحدها، وعقب انتهاء الصلاة خرج الأهالي في عدد من المدن والبلدات ومنها (الحراك – الغارية الشرقية – درعا البلد – اليادودة – المزيريب) بالإضافة لعدد من بلدات محافظة القنيطرة الخاضعة لسيطرة الثوار، للتنديد بخذلان التشكيلات الثورية لأيقونة الثورة السورية ورمز صمودها (داريا).

file19.jpeg

file110.jpeg

file111.jpeg

file112.jpeg

أخبار سوريا ميكرو سيريا