النظام السوري يدفن “توأم الغوطة” في “مقبرة المعتقلين”

بعد مرور خمسة أيام على وفاة التوأم السيامي الرضيع نورس ومعاذ، في مشفى الأطفال بدمشق، عادت والدتهما اليوم، الاثنين 29 آب إلى الغوطة الشرقية، بعدما دفن التوأم يوم وفاتهما داخل مقبرة يستخدمها النظام لدفن الضحايا من معتقلي الأفرع الأمنية. وأفاد مراسل عنب بلدي في الغوطة أن والدة التوأم وصلت قبل قليل، واستقبلها عناصر الهلال الأحمر-  شعبة دوما، بعد أن سمح النظام بعودتها، مشيرًا إلى أن نور ومعاذ دفنا داخل “مقبرة الشهداء” في منطقة نجها بريف دمشق.
وتقع نجها على أطراف العاصمة دمشق، جنوب دمشق، ويستخدم النظام السوري مقبرتها لدفن جثث الضحايا الذين يقتلون تحت التعذيب في الأفرع الأمنية التي يديرها ضباطه. وتضم نجها عشرات القطع العسكرية والمخيمات التي يتلقى فيها الجنود دورات تدريبية، كما تضم سجونًا داخلها آلاف المعتقلين، وتدفن جثث من يموت منهم داخل الأفرع الأمنية في مقابر جماعية تتبع لها. ووفق مصادر عنب بلدي فإن كل شخص يتحول من الأفرع الأمنية يبقى مودعًا في نجها، إذا لم يُحوّل إلى سجن عدرا، إلا أن يحوّل إلى الفرع الآخر أو السجون المركزية. وتوفي التوأم الرضيع في مشفى الأطفال بدمشق صباح الأربعاء 23 آب، بعد مرور 12 يومًا على إخلائهما من الغوطة الشرقية، عقب مماطلة وزارة خارجية النظام السوري، التي أخرّت استصدار إذن سفر للرضيعين بعمر شهر، معرقلة خروجهما لإجراء عملية فصلهما خارج سوريا. واستهجن الدكتور محمد كتوب، مسؤول المناصرة في منظمة “SAMS”، والمطلع على حالة الرضيعين منذ بداية قضيتهما، في حديثٍ سابق إلى عنب بلدي “تدخل ومماطلة وزارة خارجية أي بلد لاستصدار إذن سفر يسمح للمواطنين بالعلاج خارجها”. نورس ومعاذ ينتميان لعائلة مكونة من سبعة أشخاص لأب وأم نزحا من مدينة زبدين، وناشدت العائلة المنظمات المعنية لإخلاء الأم وولديها منذ ولادتهما، داعية إلى الإسراع للحفاظ على حياة الرضيعين، قبل أن يتوفيا.