الصناعيون في سورية يحذرون من توقف منشآتهم ويقولون: لم يعد بالإمكان بقاء الوضع على ما هو عليه


حذر الصناعيون من تزايد حجم الآثار السلبية التي يتحملها القطاع الصناعي، "نتيجة لاستمرار الضغوطات وانقطاع التيار الكهربائي الذي يشكل العنصر الأهم في كلف الإنتاج"، الأمر الذي ينعكس على قوة الصناعات المحلية السورية وارتفاع أسعارها.

ونقلت صحيفة "الوطن" المحلية الموالية لنظام الأسد في عددها الصادر أمس الخميس، أن "ما يجري بالمطلق ليس وليد الساعة، لكن وصل إلى درجة لم يعد بالإمكان بقاء الوضع على ما هو عليه، لأن حجم المعضلة كبير جداً".

نائب رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها محمد السحار قال للصحيفة: "إن حوامل الطاقة هي العمود الفقري لأي صناعة، فالمازوت والغاز يعدان من الأمور الأساسية للنهوض بالصناعة". لافتاً أن رفع أسعار المشتقات النفطية لم يعد هو المشكلة بحد ذاتها، بل إن عدم توفر المادة وتأمينها للصناعيين هو الأهم، "الأمر الذي ينبئ عن توقف العديد من المعامل".

وتابع في هذا السياق: "من الواجب التحرك وبشكل فوري لإنقاذ الصناعة الوطنية من الانهيار (...) انهيار الصناعة يعني انهيار الاقتصاد". لافتاً إلى أهمية السعي جدياً لفتح الحدود البرية بين سورية والعراق، بعيداً عن الشعارات.

وأشار إلى أن الصدمات التي امتصها القطاع الصناعي تعجز عن تحملها صناعات عريقة في دول توصف اقتصادياتها بالقوية، وخاصة أن رفع الأسعار سينعكس في مظهرين رئيسيين، أولهما حدوث سلسلة من ارتفاع الأسعار بما يؤدي إلى زيادة معدلات التضخم، أما المظهر الثاني فيتمثل في ظهور أثر عكسي على تكلفة إنتاج السلع، وخاصة الصناعية منها، ما سيؤدي بالتالي إلى وضعها في مركز غير مقبول.

بدوره أكد الصناعي علاء ميرعي من المنطقة الصناعية في الشيخ نجار، أن الصناعة بحلب لا يمكن أن تستعيد عافيتها من دون الكهرباء وبنفس الوقت شح بالمواد النفطية على حين يتم إغراق السوق السوداء بمادة المازوت ويتم تزويد الصناعي بمادة المازوت بالقطارة، مع العلم أنه يحصل على المحروقات ولكن غير مدعوم.

وفي السياق ذاته قال الصناعي محمد جمول، إن "الكثير من المنشآت الصناعية في مدينة حلب متوقفة عن الإنتاج تماماً لاعتمادها على المازوت، وعدم توفر المازوت بشكل دائم".