رحمة من في الأرض


يزداد التقدم التقني والعلمي في عالمنا اليوم بسرعة أكبر من أيّ وقت مضى. ومع زيادته يزداد انتشاره أيضاً بفضل سهولة التواصل والانتقال الحالية. النشاطات الاقتصادية المختلفة تصل إلى أبعد مدى. وبالرغم من انتكاسات وأزمات عديدة، تتكدس ثروات هائلة في أيدي فئات قليلة من البشر.

لكن، في المقابل، أكثرية سكان هذه الأرض فقراء. وكثير من هؤلاء الفقراء لا يجدون قوت يومهم، فيواجهون سوء التغذية وأمراضه، والمجاعات ونوائبها، ببطونهم الخاوية وصدورهم العارية.

من الصعب جداً تغيير ما آلت إليه الأمور في القرن الأخير. التمدن حمل معه الشقاء في غياب خطط التنمية، وفي تسلط الأنظمة على شعوبها، وفي تسلط القوى الكبرى وشركاتها العابرة للحدود على الدول الصغيرة المسماة “نامية”، ولا أحد يعلم متى يكتمل نموّها ويشتدّ عودها، وإن كان ذلك سيحصل.

هذا الوضع الكارثي لا يترك المجال إلاّ لمبادرات خيرية تساهم على الأقل في إغاثة المنكوبين ومنع الجوع عنهم. لا تستطيع بالتأكيد الوصول إلى الجميع مع ضعف التمويل، وتخلّف المانحين عن وعودهم، لكنّها تفعل ما أمكنها.

غداً الإثنين في الخامس من سبتمبر/ أيلول مثل كلّ عام تحتفي الأمم المتحدة بذلك في “اليوم الدولي للعمل الخيري”. تعترف أنّ الفقر ما زال منتشراً في جميع بلدان العالم، لكنّها تكرّم تلك الجهود التي يبذلها الأفراد والمنظمات الخيرية في رحمة من في الأرض من فقراء يحتاجون إلى كلّ رحمة، كحال الطفلين في الصورة من مدينة حلب السورية.