(شاهد) بالصور قرى ريف حلب الشمالي تنفض عنها غبار "تنظيم الدولة"


يحاول سكان القرى المحررة في ريف حلب شمال سورية مؤخراً في إطار عملية "درع الفرات" نفض غبار آثار تنظيم "الدولة الإسلامية" في المنطقة، حيث تجول عدد من الأطفال والشيوخ في الأزقة، وسط المساجد والمدراس المدمرة، ورايات الجيش السوري الحر فوق أسطح  كافة المنازل تقريباً.

وقال سكان قرى تابعة لبلدة الراعي في محافظة حلب شمال سورية، إن "تنظيم الدولة" منعهم من التدخين في الوقت الذي كان عناصره يتعاطون الحشيش.

جاء ذلك في سلسلة لقاءات مع سكان قرى في محيط البلدة، حررها الجيش السوري الحر، قبل أيام، بدعم الجيش التركي، من قبضة "تنظيم الدولة" الإرهابي، في إطار عملية "درع الفرات" المستمرة.

وفضل السكان عدم ذكر أسماءهم، خلال اللقاء، خشيةً من انتقام التنظيم، حيث قال أحد سكان قرية "قبة التركمان" في المنطقة، إنهم كانوا يعيشون في "سجن مفتوح" تحت سيطرة "تنظيم الدولة".

وأضاف "قبل نحو عام سيطر داعش على المنطقة، وطلب عناصره منا إطلاق لحانا، وصادروا أجهزة التلفزيون والهواتف، ومنعوا التدخين، غير أنهم كانوا يتعاطون الحشيش في الوقت ذاته".

ولفت إلى أن عناصر التنظيم كانوا يقومون بالكشف على سكان المنطقة فيما إذا كانوا يدخنون أم لا، وذلك من خلال اشتمام رائحة أفواه السكان بشكل يومي، قائلاً: "كانوا يشتمون رائحة أفواهنا ككلاب الصيد".

وتابع قائلاً: "في أحد الأيام حلقت لحيتي، فعاقبوني بـ40 جلدة، وساقوني فوراً إلى المسجد لأداء الصلاة، أتذكر أني صليت حينها دون وضوء من شدة خوفي".

وشدد على أن "تنظيم الدولة" كان يعاقب المدنيين دون رحمة، متابعاً: "فجروا أحد (المدنيين) بوضع قنبلة على عنقه أمام ناظري. من الصعب محو مشاهد التعذيب من ذاكرتي".

وأشار إلى أنه ما زال يحافظ على لحيته طليقة، خشية احتمال عودة "تنظيم الدولة" إلى قريته من جديد. على حد قوله.

من جانبه قال شخص آخر من القرية ذاتها، إنهم كانوا منقطعين عن العالم الخارجي منذ نحو عام، مشيراً إلى أن التنظيم حظر عليهم استخدام الإنترنت ومشاهدة التلفزيون.

وفي منطقة محاذية لقرية "قبة التركمان" لم يجرؤ قاطنوها على الحديث، خشية عودة "تنظيم الدولة" من جديد، في حين قال بعض القاطنين في مخيمات قريبة إنهم يرغبون في العودة إلى منازلهم بعد التأكد من رحيل "تنظيم الدولة" نهائياً، مفضلين عدم الكشف عن هوياتهم أو قراهم، لذات السبب.

وفي 24 أغسطس/آب الماضي، ودعماً لقوات الجيش السوري الحر، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس، تحت اسم "درع الفرات"، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من التنظيمات الإرهابية، وخاصة "ب ي د"، و"تنظيم الدولة"، إذ يستهدف الأخير، الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.