عائلات عراقية شيعية "تستوطن" بدمشق.. الأسد يساعد ميليشيا تدعمها طهران بتغيير سكاني في حزام العاصمة


وصلت إلى العاصمة دمشق عائلات عراقية من الطائفية الشيعية، واستقرت في مناطق بغضها فرغها  نظام الأسد وحلفاؤه من سكانها، فيما بدا أنه خطوة لإحداث تغيير ديمغرافي في الحزام المحيط بدمشق، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الإثنين.                    

ونقلت الصحيفة عن "مصدر مطلع ذو صلة بحركة الميليشيات المسلحة في سورية القادمة من العراق والمدعومة من إيران والتي أصبح لها نفوذ قوي"، أن من بين أهم ما يجري التخطيط له هو جلب عوائل عراقية وبالذات من المحافظات الجنوبية ذات الغالبية الشيعية وإسكانها في الكثير من المناطق السورية وخاصة في مناطق داريا ومعضمية الشام والميدان حيث تم بالفعل نقل ما لا يقل عن 300 عائلة عراقية إلى هناك بهدف إجراء تغيير ديموغرافي وذلك بالتنسيق مع مسؤولين في النظام في سورية".

وتلعب ميليشيا حركة "النجباء" العراقية دوراً أساسياً في التغيير السكاني لا سيما في منطقتي المعضمية وداريا، والأخيرة فرغها النظام من سكانها ومقاتلي المعارضة بعد حصار دام 4 سنوات انتهى باتفاق يقضي بخروج هؤلاء إلى مناطق في ريف دمشق، ومحافظة إدلب شمال سورية.

ويتزعم حركة "النجباء" أكرم الكعبي وهو مقرب من إيران، وعلى صلة مباشرة بـ"المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي"، وبحسب "الشرق الأوسط" فإنه يتولى ترتيب هذه الأمور بالاتفاق مع جهات وقادة فصائل هناك حيث تمنح كل عائلة راتبا قدره 2000 دولار وبيتاً للسكن".

ويعيد كلام المصدر إلى الأذهان المرسوم الذي أصدره نظام الأسد عام 2012، ويتضمن إعادة تنظيم حي المزة والمناطق المحيطة به (وهي قريبة من السفارة الإيرانية بدمشق)، وأطلقت وسائل إعلام النظام على هذا المشروع اسم "حلم دمشق".

وبحسب وسائل إعلام النظام التي نقلت في وقت سابق عن مدير التنظيم والتخطيط العمراني المهندس جمال اليوسف، فإن "التنظيم سيشمل منطقتين وهما منطقة المزة وكفرسوسة، وتبلغ مساحتها 214 هكتار، ومنطقة غربي الميدان أو المتحلق الجنوبي وتشمل أيضاً القدم، وداريا، وقنوات بساتين".

وفي تصريح سابق لـ"السورية نت" قال عبد العزيز وهو قانوني سوري أن "القضية أخطر مما نتوقع فهي قضية تهجير في المرتبة الأولى تستهدف أهالي دمشق الأصليين وتستهدف تغيير ديمغرافية السكان في المنطقة، ولا نستبعد أن تصبح هذه المنطقة مستقبلاً محشراً إيرانياً للنظام سيما أنها تتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من السفارة الإيرانية التي شيدها النظام منذ 8 سنوات في المزة، كما أنها قريبة من مجلس الوزراء ووزارة الخارجية".

ويضيف عبد العزيز: "ولم يعد الأمر يقتصر على منطقة المزة أو هذه المناطق التي ورد ذكرها بل يأتي ذلك في سياق التغيير الديمغرافي والتغلغل الإيراني داخل العاصمة دمشق وفي أحيائها القديمة، ولا نستبعد أن تكون هذه أولى الخطوات لإعطاء الأراضي للإيرانيين وبشكل مكشوف سيما أن القرار نص على تغيير أسماء تلك المناطق، فكيف يجرأ النظام على العبث بالإرث التاريخي لمدينة كدمشق والعبث بأسمائها القديمة التي ألفها أهلها".

نفوذ الكعبي

ويعود السبب في أن زعيم الميليشيا الكعبي يتولى ترتيب التغير السكاني في مناطق بدمشق، إلى وجود نحو 5 آلاف مقاتل له في سورية، وتشير "الشرق الأوسط" إلى أنه "الفصيل الأكبر عدداً من بين الفصائل العراقية المدعومة من إيران، يليه في ذلك قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق بنحو 2200 مقاتل لكن تتقدم الطرفين كتائب أبو الفضل العباس بنحو 8000 مقاتل غير أن للكعبي ميزة لا يمتلكها البقية وهي أنه الوحيد الذي يقاتل خارج حدود دمشق مع الأفغان والباكستانيين".

وأضافت الصحيفة أن "الكعبي صار الآن هو الرقم واحد وذلك بسبب امتلاكه ميزات منها الصبر والطاعة وتنفيذ الواجبات بدقة ودون تردد بالإضافة إلى إيمانه بشكل مطلق بولاية الفقيه ومجاهرته بذلك وهو ما لم تقم به بنفس الفاعلية كما أنه وهذه ميزة أخرى باتت تبحث عنها طهران هي أنه بات الأهم في سورية بعد (حزب الله) حيث لديه مقاتلون كثر في مناطق غرب حلب".