مرسوم بإلغاء “المجلس الوطني للإعلام” وخطة “تقشّف” إعلامية للنظام
6 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016
أصدر رئيس النظام بشار الأسد، اليوم الثلاثاء 6 آب، المرسوم التشريعي رقم 23، القاضي بإلغاء “المجلس الوطني للإعلام”، الذي تم تأسيسه في 21/11/2011.
وجاء في المرسوم «تتولى وزارة الإعلام المهام والاختصاصات كافة التي كان يتولاها المجلس وأن تحل محله في جميع العقود والالتزامات وتؤول إليها كافة أموال وموجودات المجلس».
وأضاف المرسوم بأن يتولى وزير المالية بالاتفاق مع وزير الإعلام توحيد الاعتمادات والإيرادات غير المنفذة في المجلس والمعتمدة في الموازنة العامة للعام الحالي.
وأعلن المجلس -المنبثق عن وزارة الإعلام التابعة لحكومة النظام- وقت تأسيسه أن من مهامه النظر في التراخيص الجديدة لوسائل الإعلام الساعية للبث في سوريا، غير أن تجربة السنوات الخمس أثبتت فشل المجلس بهذه المهمّة.
ويأتي هذا المرسوم بينما يحاول النظام إصلاح وسائل إعلامه التي فشلت بإقناع المواطنين بدعايتها، حيث ترافق هذا القانون مع قرار لـ “وزارة الإعلام” بإيقاف بث قناتي “تلاقي” و”الشرق الأوسط”، بعد سنوات من إطلاقهما.
وأُوكل إلى قناة تلاقي مد جسر للوصل بين السوريين على اختلاف أطيافهم تحت شعار “نلتقي لنرتقي” إلا أن باقة برامجها المنوعة لم تنجح بتحقيق هذه المهمة، ولا سيما أنها خاطبت السوريين ببرامج لا تلامس واقعهم المعيشي والاجتماعي، إضافة إلى تقاضي العاملين في القناة راتبهم الأول بعد عامٍ كاملٍ على تأسيس القناة.
ونقل موقع “داماس بوست” المقرّب من النظام نقلاً عن مصادر في وزارة الإعلام بأن الهدف من إغلاق القناتين هو “ضبط النفقات”.
في ذات السياق تراجع النظام عن إطلاق قناة “عروبة” التي كان شعارها “نشر الفكر القومي العربي”، حيث تعرّف القناة عن نفسها بأنها “محطّة اجتماعية ثقافية تربوية موجهة إلى الأسرة ذات التوجه العربي”.
ويقول صحافي سوري مقيم في دمشق لـ”صدى الشام” إن «وزارة الإعلام دفعت عشرات الملايين من الليرات خلال التحضيرات لبدء بث قناة عروبة على القمر الروسي».
ويبيّن الصحافي الذي رفض الكشف عن هويته أنه في المراحل النهائية لإطلاق القناة تراجعت وزارة الإعلام عن بدء بثّها المباشر ونقلت معظم المعدات إلى أقبية الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
ولم ينجُ الإعلام المطبوع من حملة “التقشّف” التي يقودها النظام على وسائل إعلامه، فقرّرت “وزارة الإعلام” دمج صحيفتي “تشرين والثورة” الرسميتين، في صحيفة واحدة، بعد أن قلّصت عدد صفحاتهما من 16 إلى 12 صفحة، نتيجة الخسائر الكبيرة التي تتكبّدها هذه المؤسسات، وتراجع المقروئية والتوزيع بشكلٍ كبيرٍ من جهة، وتضخّم كوادر هذه الصحف من جهة أخرى لكثرة “المحسوبيات” في وسائل إعلام النظام.