هجوم تنظيم الدولة على القلمون الشرقي يوحد فصائل المعارضة لخوض معارك هي الأشرس في المنطقة

6 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016

5 minutes

رغداء زيدان ـ خاص السورية نت

تخوض فصائل الجيش الحر منذ ليل الجمعة ـ السبت الماضي معارك شرسة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي شن هجوماً مباغتاً على نقاط تمركز فصائل الجيش الحر في منطقة بير الأفاعي والنقب في القلمون الشرقي بريف دمشق.

وبحسب الإعلامي خالد محمد في تصريحه لـ”السورية نت” فقد بدأ التنظيم هجوماً مباغتاً، في الساعة 1.45 دقيقة من بعد منتصف ليلة السبت الماضي، وكان “الهجوم تم ضمن مخطط، يهدف إلى إشغال نقاط التماس المباشر مع مقاتلي الجيش الحر، في حين استهدف الهجوم الرئيس نقاط التمركز الرئيسة لفصائل المعارضة في منطقتي النقب، وبئر الأفاعي في القلمون الشرقي”.

وأوضح محمد أن المعارك مازالت مستمرة حتى اللحظة بين الطرفين، لافتاً إلى أن نقطتي “النقب” و”بير الأفاعي” التي تدور فيهما المعارك “تعتبران بداية للسلاسل الجبلية التي تتحصن فيها فصائل الجيش الحر في المنطقة، أي أن الهدف الذي يسعى إليه التنظيم هو الوصول إلى الخطوط الخلفية للمقاتلين”.

 

وبيّن الإعلامي محمد أن هجوم “تنظيم الدولة” قد بدأ عنيفاً جداً ومغايراً للمعتاد، فقد استقدم “التنظيم أعداداً كبيرة من العناصر من مناطق سيطرته في الرقة وريف حمص، بالإضافة لاستخدامه عدداً من المفخخات التي انفجرت قبل الوصول إلى أهدافها”.

وشهدت المنطقة خلافات بين بعص فصائل الجيش الحر مؤخراً، حيث حاول “تنظيم الدولة” استغلال هذه الخلافات الداخلية بين الفصائل، لكن وللمفارقة، فإن هجوم التنظيم ساهم بتوحيد فصائل الجيش الحر في جبهة عمليات واحدة، حيث لبى الجميع النداء، وهبوا لنصرة بعضهم وحماية أرضهم وصد هجوم التنظيم.

ويشارك في صد هجوم “تنظيم الدولة” جميع فصائل الجيش الحر بالمنطقة في غرفة عمليات واحدة تضم “جيش الاسلام، وتحرير الشام، وأحرار الشام، وفيلق الرحمن وتجمع الشهيد أحمد العبدو، وجبهة فتح الشام (النصرة)، وأسود الشرقية”.

وقد كان هذا الموقف من فصائل المعارضة كفيلاً بإلحاق خسائر فادحة بـ”تنظيم الدولة”، فبحسب الإعلامي خالد فإن خسائر التنظيم في الهجوم الأول بلغت نحو 15 عنصراً، بما فيهم الكتيبة الانتحارية التي سيطرت على مقر الإشارة التابع للجيش الحر لساعات قبل أن يستعيدها مقاتلو المعارضة.

أما خلال اليومين الماضيين فقد خسر التنظيم نحو خمس سيارات دفع رباعي مزودة برشاشات عيار 23 مم، 14،5، بالإضافة إلى أن مقاتلي المعارضة  دمروا دبابة للتنظيم، واستولوا على أخرى، مع غنائم وأسلحة فردية.

ويتوقع أن يكون هجوم “تنظيم الدولة” تم بناء على أوامر من قيادة التنظيم للتحرك نحو ما يسميه ولاية دمشق، بسبب عدم تحقيقه لأي انتصارات سابقة. وقد استعان التنظيم بعناصر من أبناء المنطقة، للوصول إلى المراكز الخلفية لمقاتلي المعارضة، كون المنطقة جبلية، وبحاجة لوجود من يعرف منافذها.

وقد فرضت فصائل الجيش الحر حظر تجول في مدن المنطقة، كاحتراز أمني بهدف حماية أهلها، تحسباً لتحرك أي خلايا نائمة تعمل لصالح التنظيم داخل هذه المدن. وهو أسلوب قديم يعتمده التنظيم في أي هجوم عبر تحريك خلاياه النائمة وضرب الجبهة الداخلية للمعارضة.

الجدير بالذكر أن نظام الأسد سهل دخول عناصر التنظيم سابقاً إلى المنطقة، لإدخال قوات المعارضة في حرب استنزاف طويلة الأمد مع التنظيم

ويأتي توقيت تحرك “تنظيم الدولة” هذا بالتزامن مع انتصارات “جيش الإسلام” في الغوطة، ومعاركه الأخيرة في القلمون الشرقي عندما هاجم عدداً من المراكز التابعة للنظام على الأوتستراد الدولي في معركة “ذات الرقاع”.

ومنطقة القلمون الشرقي هي المنطقة الوحيدة التي صمدت فترة طويلة أمام هجمات التنظيم المتكررة، بالرغم من حصارها من قبل قوات النظام وقوات “تنظيم الدولة” معاً. وقد اعتاد قادة التنظيم في المنطقة قبل حلول الأعياد على توجيه رسائل لمقاتلي المعارضة مفادها “بدنا نعيد بالجبل”، في إشارة لرغبتهم باحتلال المنطقة وأخذها من أهلها، وخاصة أن عناصر الجيش الحر في المنطقة معظمهم من أهالي مدن القلمون الشرقي، الرحيبة وجيرود والضمير.