تسابقوا على كراسيهم المتحركة.. بالصور مصابون في مدينة دوما يتجاوزن العائق الجسدي بالرياضة


غداة انطلاق الألعاب "البارالمبية" وعلى بعد آلاف الكيلومترات من ريو دي جانيرو، شارك مصابون في سورية في سباق على كراسيهم المتحركة في مدينة دوما بريف دمشق، التي تفرض عليها قوات نظام بشار الأسد حصاراً مطبقاً منذ العام 2013.

ووسط أجواء مرحة، شارك عشرة رجال تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاماً في "سباق البحث عن الحياة" الذي نظمته "الهيئة الطبية العامة في الغوطة الشرقية" في المدينة.

وشارك في السباق أشخاص أصيبوا بسبب قصف قوات نظام بشار الأسد المتواصل على المدينة،  وتعرض بعضهم للشلل أو البتر على مستوى القدمين أو الساقين.

وهي المرة الأولى التي ينظم فيها حدث من هذا النوع في دوما، وتزامن السباق مع ألعاب ريو 2016 البارالمبية المستمرة حتى 18 سبتمبر/ أيلول في البرازيل، ويشارك فيها للمرة الأولى فريق من اللاجئين "البارالمبيين" بينهم السباح السوري إبراهيم الحسين.

وانتظر المشاركون بفارغ الصبر إشارة الانطلاق قبل الاندفاع بسرعة على كراسيهم تحت أنظار مشاهدين على جانبي الطريق، وبينهم الكثير من الأطفال.

وأوضح محمد الشيخ البالغ حوالى 20 عاماً والذي يعاني من الشلل أن هدف المسابقة هو "البحث عن (معنى) لحياتنا وتحسين معنوياتنا".

تجاوز العائق الجسدي

وقال أبو أحمد الثلاثيني المصاب أيضا بالشلل: "نأمل بتنظيم أنشطة أخرى من هذا النوع. فطالما عقلنا سليم يمكننا تجاوز العائق الجسدي".

وارتدى المشاركون ملابس رياضية موحدة وقمصاناً قصيرة بيضاء تحمل شعار منظمة "الوفاء" الاجتماعية التي رعت السباق.

وقال أبو علي، مدير المنظمة التي توفر خصوصاً الدعم النفسي لحوالى مئتي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في دوما" "قدمنا العلاجات لمصابين في النخاع الشوكي ودربناهم على استخدام الكراسي المتحركة".

وأضاف: "نأمل بتنظيم أنشطة أخرى كي يشعر هؤلاء الأفراد أنهم مفيدون".

وأشارت الهيئة الطبية العامة في مدينة دوما إلى حصول ما لا يقل عن 126 حالة بتر أطراف بين أغسطس/ آب 2015، ويوليو/ تموز 2016 في دوما.

 ويقول السكان والناشطون في المجال الطبي والاجتماعي أن القنابل العنقودية التي تلقى على المدينة تشكل الخطر الأكبر، لا سيما أنها تصيب الجزء الأسفل من الجسم.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن مصوروها التقطوا في دوما صور آلاف الجرحى بينهم العديد من الاطفال إثر غارات دامية ومدمرة تعرضت لها المدينة الواقعة في الغوطة الشرقية.

وأفادت الأمم المتحدة أن حوالى 600 ألف شخص تقريباً يقيمون في مناطق محاصرة في البلاد.

وتسبب نظام الأسد بمقتل ما لا يقل عن 350 ألف شخص، فضلاً عن تشريد نحو 11 مليون شخص من منازلهم، بحسب إحصاءات أممية.