"عواقب وخيمة للتعامل مع فتح الشام ومطالب لوقف إطلاق النار".. السورية نت تنشر رسالة أمريكا إلى المعارضة السورية


حصلت "السورية نت"، اليوم السبت، على نسخة من الرسالة التي أرسلها المبعوث الأمريكي إلى المعارضة  السورية، مايكل راتني، بخصوص الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا فجر اليوم، لوقف إطلاق النار في سورية الذي من المقرر تطبيقه أول يوم عيد الأضحى 12 سبتمبر/ أيلول 2016.

وحملت الرسالة "مطالب" أمريكية للمعارضة عن التزامها بالاتفاق والتهدئة، وتوضيح حول وصول المساعدات الإنسانية إلى المدن، وكذلك تحذير من التعاون مع جبهة "فتح الشام" الذي أسماها راتني بـ"منظمة إرهابية" كما أطلق نفس التسمية على تنظيم "الدولة الإسلامية" في الرسالة.

وقال راتني إن "الاتفاق من حيث المضمون هو إلى حد كبير نفس الإتفاق الذي وصفته في رسالتي التي وجهتها اليكم الأسبوع الماضي، وفي الرسالة اللاحقة التي تلقيتموها من زملائي في الحكومة الأمريكية"

بدء الهدنة

وطالب راتني المعارضة السورية بـ"الالتزام بهدنة  تشمل جميع أنحاء البلاد اعتباراً 19:00 بتوقيت دمشق من يوم الإثنين المقبل 12 سبتمبر/ أيلول 2016، وخطتنا لهذه الهدنة هي أن تستمر لفترة أولية أمدها 48 ساعة،  وبعد ذلك، اذا استمرت بالصمود بما يحقق رضا الولايات المتحدة وروسيا، سيتم تمديدها إلى فترة يتم الاتفاق عليها، ويمكن أن تكون الى أجل غير محدد".

وأضاف راتني أنه "يجب" أن تصمد الهدنة 7 أيام متتالية، قبل أن تبدأ الولايات المتحدة وروسيا بأي تنسيق ضد "تنظيم القاعدة" في سورية (في إشارة إلى فتح الشام التي ما تزال أمريكا تعتبرها من تنظيم القاعدة رغم فك ارتباطها بالتنظيم)، أو تنظيم "داعش".

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن "الهدنة لا تزال تضمن حق الدفاع عن النفس".

طريق الكاستيلو

راتني بيّن في رسالته للمعارضة السورية ما وصفها بـ"الترتيبات الخاصة" المتعلقة بطريق الكاستيلو (الذي تسيطر عليها حالياً قوات نظام الأسد)، وقال إن "الترتيبات الخاصة بالطريق تظل كما هي وعلى النحو الموضح في الرسائل السابقة، إذ يفترض أن تدخل المساعدات الإنسانية بشكل فوري، وسيبدأ انسحاب القوات حالما يتم وضع آليات المراقبة".

منطقة الراموسة

أما هذه المنطقة الواقعة في جنوب غرب حلب، وبحسب ما نصت عليه رسالة راتني "ستعتبر منطقة عدم حركة للقوات، حيث أن المتوقع من كل من قوات المعارضة والقوات الموالية للنظام ضمان وصول المساعدات الانسانية بصورة آمنة ومستمرة ودون عوائق إلى كل من الجهتين الشرقية والغربية لمدينة حلب وتسهيل الحركة غير المقيدة لكل المرور الانساني والتجاري على طريق خان طومان في منطقة الراموسة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة".

وتابع راتني في رسالته: "وسيتم في أسرع وقت ممكن وضع آلية مراقبة، تتفق عليها الولايات المتحدة، وروسيا، والأمم المتحدة لضمان أن الوصول خال من العوائق بشكل حقيقي".

ومن المقرر بحسب الرسالة أن "تجتمع فرق فنية من الولايات المتحدة، وروسيا، والأمم المتحدة في غضون خمسة أيام من عودة سريان الهدنة لمناقشة هذا الأمر. ونتوقع أن إيصال المساعدات الإنسانية سيكون وفقاً لشروط الهدنة الأصلية والإجراءات المعمول بها من قبل الأمم المتحدة، وبالتنسيق مع ممثلي الأمم المتحدة ذوي الصلة".

ويقول راتني: "يفترض أن لا تقوم قوات المعارضة أو القوات الموالية للنظام بشن هجمات داخل منطقة الراموسة، وأن لا يحاول أي من الطرفين كسب أراض جديدة من الآخر في هذه المنطقة".

"الجماعات الإرهابية في سوريا"

وتنص هذه الفقرة من الرسالة على أن "هذا الاتفاق لا يسري على تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة في سوريا. فهاتان الجماعتان منظمتان إرهابيتان يمكن استهدافهما، بما في ذلك في إطار اتفاقنا مع (روسيا)على افتراض تحقق استمرار سريان الهدنة".

وتضيف الفقرة: "وبالتالي فإن التعاون مع جبهة النصرة، أو جبهة فتح الشام كما تسمى الآن، هو أمر ندعو بشدة الى تجنبه ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة".

انتهاكات الهدنة

وتقول الرسالة الأمريكية في فقرتها الأخيرة إن "أي انتهاكات للهدنة سيتم التعامل معها وفقاً لإتفاق الهدنة الأصلي وكما هو موضح  بالتفصيل في البيان المشترك الذي صدر عن الولايات المتحدة وروسيا في الـ 22 من شباط 2016، ونحن ندرك أن الهدن السابقة قد تم خرقها بصورة متكررة من قبل النظام وحلفاءه".

وحث راتني المعارضة السورية على "الاستمرار في الإبلاغ عن خروقات الهدنة، ونحث بقوة الفصائل التي توقفت عن الإبلاغ عن تلك الخروقات على البدء بالقيام بذلك مرة أخرى. كما ينبغي عليكم أيضاً الاستمرار في الدفاع عن أنفسكم ضد الهجمات".

وأضاف: "هدفنا من السعي لتحقيق هذا الإتفاق هو وضع حد للعنف الذي يعاني من الشعب السوري منذ فترة طويلة، وأقصد بذلك إنهاء القصف المدفعي والجوي من جانب النظام وروسيا على مواقعكم وعلى المدنيين وعلى البنى التحتية المدنية".

واعتبر راتني أن هذه "الهدنة لديها الإمكانية لأن تكون أكثر فاعلية من سابقتها، وذلك لأن لديها القدرة على وقف الضربات الجوية السورية ضد المدنيين السوريين وقوات المعارضة. كما أننا نريد أيضاً اتاحة وصول المساعدات الانسانية الى الأماكن التي تشتد فيها الحاجة".

وختم رسالته بالقول: "تبقى أولويتنا هي تهيئة الظروف الملائمة لإنطلاق عملية سياسية ذات مصداقية يمكن أن تفضي الى الانتقال السياسي الحقيقي الذي يريده السوريون بشدة والذي يتمثل في سورية جديدة بدون بشار الأسد".

مضيفاً: "نعتقد أن هذا الإتفاق، اذا ما تم تنفيذه بحسن نية، هو أفضل وسيلة لدينا لإنقاذ الأرواح، ورفع المعاناة عن الشعب السوري، وفتح مسار سياسي الى الأمام. من أجل تحقيق ذلك، نطلب دعمكم".