ما الخطر الأول الذي يتهدد الاتفاق الروسي ـ الأمريكي بشأن سورية؟


أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن بعض أعضاء القيادة العليا في البنتاغون ما زالوا يعارضون تنسيق الجهود العسكرية في سورية مع موسكو.

وبحسب موقع "روسيا اليوم" قالت الصحيفة، في مقالة نشرتها عقب نشر الاتفاق: "جاءت من قبل الولايات المتحدة المصادقة النهائية (على الاتفاق الروسي الأمريكي حول سورية)، بعد إجراء وزير الخارجية جون كيري مؤتمراً عبر جسر فيديو استمر لساعات كثيرة مع ممثلين عن أجهزة الأمن القومي في واشنطن، لم يوافق بعضهم، وخاصة هؤلاء من البنتاغون، على تنسيق شن الضربات الجوية مع روسيا في إطار مكافحة الإرهاب".

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المسؤولين في البنتاغون وحتى في البيت الأبيض لم يخفوا تحفظهم من الاتفاق المخطط له" خلال الأشهر الكثيرة من المفاوضات.

ووفقاً للموقع أوضحت "واشنطن بوست" أن "بعضهم قال  إن موسكو تسعى إلى إطالة الوقت حتى انتهاء ولاية الإدارة الحالية متوقعة الحصول على اقتراح أفضل من خليفة الرئيس باراك أوباما، فيما أصر الآخرون على أن روسيا كانت على يقين بأن فرص التوصل للاتفاق ستشهد هبوطاً، لا سيما حال انتخاب هيلاري كلينتون رئيسة للدولة (الأمريكية)".

وأكدت الصحيفة أن تأجيل اتخاذ القرار النهائي حول الاتفاق نجم عن "المشاورات المستمرة لساعات كثيرة" بين وزير الخارجية الأمريكي وأجهزة الأمن القومي في واشنطن.

يذكر أن المفاوضات الماراثونية بين وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" ونظيره الأمريكي "جون كيري"، التي أجريت أمس الجمعة في جنيف، توجت باتفاق شامل بين موسكو وواشنطن، يضم 5 وثائق ويهدف إلى وقف الأعمال العدائية في سورية ووضع أسس لاستئناف العملية السياسية في البلاد.

ويقضي الاتفاق بوقف الأعمال القتالية في سورية، اعتبارا من منتصف ليلة 12 سبتمبر/أيلول، موضحاً أن الهدنة ستعلن في البداية لمدة 48 ساعة لتمديدها لاحقاً للفترة نفسها، وثم استمرارها على أساس دائم.

وينص الاتفاق أيضاً على إقامة مركز روسي أمريكي مشترك سيعمل ضمنه عسكريون وممثلو أجهزة الاستخبارات الروسية والأمريكية على تنسيق العمليات العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة فتح الشام (النصرة)" وفصلهم عن المعارضين المعتدلين.

وكانت المفاوضات بين الوزيرين قد توقفت لأكثر من 5 ساعات بمبادرة من الطرف الأمريكي، الذي قضى هذه الفترة لتنسيق الاتفاق مع المسؤولين في واشنطن.