on
أزمة مساكن في الرقة.. وحلول جائرة من داعش
عزام الحاج- أخبار الآن: المصدر
تشهد مدينة الرقة ضغطاً شديداً على المساكن بعد أن بدأت الرقعة الجغرافية، التي يحتلها داعش في سوريا، بالانحسار واضطرار الآلاف من منتسبيه المحليين وأسرهم للإنتقال من المناطق التي خسرها “أمام النظام السوري أو الجيش السوري الحر أو قوات سورية الديمقراطية” إلى مناطق سيطرته القائمة حالياً، كما اضطرار الآلاف من المدنيين الذين استخدمهم داعش دروعاً بشرية لتغطية انسحابه من تلك المناطق.
هزائم داعش ومشكلة السكن في الرقة
وبعد هزيمة داعش أمام جيش النظام السوري، المدعوم من الروس وميليشيات طائفية متعددة الجنسيات، في “تدمر” ونزوح كل سكانها، تحت وطأة القصف وعمليات التهجير، استقبلت مدينة الرقة أكثر من 5000 منهم فيما نزح قسم آخر إلى تركيا وإلى مخيمات وبلدات الشمال السوري الخاضعة لسيطرة فصائل من الجيش السوري الحر. كذلك هو الحال بعد هزيمة داعش أمام قوات سورية الديمقراطية ذات الغالبية الكردية والمدعومة جواً من التحالف الدولي، سواء في تل أبيض في العام 2015 في منبج والباب وريفيهما، خلال الأسابيع القلية الماضية، فقد نزحت آلاف أخرى باتجاه الرقة. لكن كيف حلَّ داعش مشكلة إسكان هؤلاء؟.
أزمة البيوت بين “المهاجرين والأنصار”
عمد داعش إلى استئجار أو مصادرة المزيد من البيوت لإسكان عناصره الأجانب “المهاجرين”، في حين بقيت مشكلة النازحين المحليين “الأنصار” معلقة ومفتوحة. يقول أحد أصحاب المكاتب العقارية، الذي “رفض الكشف عن هويته” وفضل استخدام اسم “أبو حسين” للإشارة إليه، في مدينة الرقة: “إن عدد البيوت المستأجرة أو المصادرة خلال شهر أغسطس / آب وحتى 5 سبتمبر/ أيلول من هذا العام يقارب الـ 350 بيتا”.
هذه البيوت خُصصت معظمها للمهاجرين، وهؤلاء لا يرغبون في السكن بأحياء “مثل الرميلة أو السباهيه أو شمال سكة القطار أو المختلطة .. يريدون السكن في حي الثكنة أو الفردوس أو الجميلي أو الحني”.
وتفسير صاحب المكتب العقاري لهذا التفضيل من قبل المهاجرين أن الأحياء الأولى هي “حارات فقيرة وقليلة الخدمات وأبنيتها عبارة عن أحواش عربية، بينما الأحياء الأخرى تتألف من أبنية طابقية حديثة ومُخدَّمة بشكل جيد وفيها كثافة سكانية من أبناء الرقة المدنيين تجعلهم دروع بشرية تحمي هؤلاء”.
وما زاد الأزمة شدة أن “محسوبين على داعش مستفيدين منه دون أن يكونوا أعضاء فيه، من كتبة التقارير الأمنية والضاربين بسيف داعش لتحقيق مصالحهم الشخصية ومَنْ زوجوا نساء من عائلاتهم لعناصر داعش المهاجرين بغية نيل الرضى والقبول، من منبج والباب؛ كانوا قد أساءوا لأهلهم وأقاربهم وجيرانهم، ويقارب عددهم الـ 500 عائلة، فهؤلاء يستأجرون بأي مكان وبأي مبلغ”.
ويتابع مُحدثنا “أما الأنصار أعضاء داعش المحليين من بلدتي منبج والباب، فقد وضعهم داعش على قوائم انتظار البيوت. هؤلاء لا قيمة لهم عنده كما أنهم لا يملكون المال وقد تمَّ إسكان أغلبهم بالمدارس وربما تجاوز عددهم الـ500 عائلة لكن لا أملك رقماً دقيقاً الآن”.
ديوان العقارات والتمييز في السكن
“ديوان العقارات” في داعش هو الجهة المسؤولة عن إسكان هؤلاء يقول مُحدثنا. وهذا الديوان وضع عدة حلول لمواجهة طلب أعضاء داعش وأنصاره على البيوت والمساكن. فهو ومنذ نشأته في أواسط العام 2013 عمد إلى الاستيلاء على الآلاف من المساكن والدور الخاصة بمواطنين محليين سوريين، إذ صادر بيوت ناشطين مدنيين ومقاتلين في فصائل الجيش الحر، وعاملين في المهجر وعشرات الآلاف ممَنْ اضطرتهم سياسات داعش إلى النزوح الداخلي أو الهجرة.
ويقول أبو حسين: “أي شخص يسافر خارج مناطق احتلال داعش يجب أن يحصل على إذن سفر يحدد فيه متى يرجع، ويوقِّع على ورقة تقول إنه إن لم يرجع سيكون من حق داعش الاستيلاء على بيته. وطبعاً هذا لمَن يستطيع الخروج، وأنت تعرف مَنْ يخرج لا يعود!”. والكلام هنا دائما لمحدثنا “أبو حسين”
لكن مثالا واحدا قدمه أبو حسين يمكن أن يلخص حال السكن وأنصار داعش في الرقة. يقول: “كان داعش قد استولى على بيت أحد مقاتلي الجيش الحر. وهذا المقاتل مختطف من قبل داعش منذ ثلاثة أعوام .. “لا حس ولا خبر”. أعطى داعش بيت هذا المقاتل المختطف لأحد عناصره الأنصار، وهذا العنصر قُتل منذ فترة قريبة، فقام ديوان العقارات بطرد أسرته منه وإسكان عائلة فلسطينية من “الدواعش” قدمت من جنوب دمشق عندما تمت صفقة إخراج مقاتلي داعش من هناك وجلبهم إلى الرقة، هذا هو الحال في الرقة اليوم”.
اقرا:
مناهج (داعش)… حربٌ فكرية تستهدف جيلاً بأكمله في الرقة