تضليل اعلامي ايراني صورة من حلب الشرقية يدعون انها في بغداد
16 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016
لأول مرة منذ أربعة أعوام، تنشر وسائل إعلام إيرانية رسمية صور لتعرض مدينة سورية للقصف بواسطة الطيران الروسي وطيران النظام السوري. فمن ينظر إلى الصورة على الصفحة الأولى لإحدى الصحف دون أن يراجع العنوان، قد يظن أن تطورا إيجابيا حدث في الإعلام الإيراني وقد يحيي الصحيفة لشجاعتها غير المعهودة، إلا أن العنوان يشكل صدمة للمتابع حيث الصورة نسبتها الجريدة للإنفجار الأخير في بغداد وليس لغارة في سوريا.
وكانت صحيفة “صبح نو” (الصبح الجديد) الناطقة بالفارسية والصادرة في العاصمة الإيرانية طهران طبعت على الصفحة الأولى لعددها الصادر يوم الأحد 11 ايلول/سبتمبر صورة لآثار القصف المروع الذي تعرض له المدنيين في مدينة إدلب شمالي سوريا يوم السبت الماضي والذي راح ضحيته ما يزيد عن 55 قتيل من الأبرياء العزل، ولم تراع هذه الصحيفة الإيرانية الرسمية أوليات الأخلاق الصحفية فادعت بأن الصورة تعود لإنفجار وقع في شمال العاصمة العراقية بغداد.
وكان موقع “گزارش جنگ در سوریه و عراق” (تقارير الحرب في سوريا والعراق) الناطق بالفارسية والذي يحاول إختراق التعتيم الإعلامي الرسمي المتعمد الذي تفرضه السلطات على الشارع الإيراني، قد نشر تقريرا بهذا الخصوص كاشفا زيف ما قامت به هذه الصحيفة. وأكد أن الصورة أخذتها الصحيفة من ألبوم صور نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “ايرنا” ونسبتها هي الأخرى لإنفجار بغداد الأخير.
وكانت وسائل إعلام إقليمية ودولية عدة نشرت صور للقصف الدموي التي تعرضت له مدينة إدلب، ومن بينها الصورة التي زيفتها صحيفة “صبح نو” الإيرانية ومصدرها الوكالة الرسمية الحكومية.
وكانت صحيفة “إيندبندنت” البريطانية نشرت هي الأخرى الصورة التي تظهر قوى الانقاذ المتطوعة بملابسها وشاراتها وقبعاتها مما يدل بأنها تنشط في المناطق التي تخضع لسيطرة الثوار السوريين وليس في بغداد.