on
(البرميل المتحرك) جديد السّوريين للحصول على الكهرباء بريف إدلب
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
بعد أن كانت البراميل مصدر رعب وخوف للسّوريين، أصبحت اليوم مصدراً للطاقة الكهربائية بطريقة مبتكرة، بعد انقطاع التّيار الكهربائي عن كثير من المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام منذ أكثر من ثلاث سنوات، في إدلب وأرياف وحلب وحماة.
وبعد الحصول على غاز طبيعي عن طريق روث الحيوانات، استطاع السّوريون الحصول على طاقة كهربائية نظيفة عن طريق برميل محروقات فارغ، تم تحويل أجزاء منه إلى مروحة، وبأدوات بسيطة متوفّرة وتكاليف قليلة، تستطيع أي عائلة الحصول على الكهرباء.
يقوم مبدأ المروحة الهوائيّة على تحويل الطّاقة الحركيّة للمراوح إلى طاقة كهربائيّة، عن طريق الاستفادة من حركة الأجنحة، والتي هي قطع البرميل بعد قصّها، والتي تقوم بتدوير مولّد كهربائي، موصول بدارة كهربائية، ومنها إلى المدّخرة، وبعدها يتم الحصول على كهرباء قادرة على تشغيل عدّة أدوات كهربائية منزليّة.
“فؤاد أبو أسامة” صاحب فكرة (البرميل المتحرّك)، وفي حديث لـ “المصدر” قال: “يتم قصّ البرميل إلى خمسة أجزاء متساوية، كل منها بعرض 35 سم وبطول البرميل، توضع مثل الأجنحة، ويتم وضع محور في منتصف قطعتي البرميل العلويّة والسفليّة، ويتم تثبيت الأجنحة على المحور عن طريق أذرع”.
وأردف: “يعتمد مبدأ البرميل المتحرك على الهواء، والذي بدوره يحرّك الأجنحة حركة دورانيّة، ويتم وصل دارة جسريّة من أجل تنظيم الكهرباء التي تدخل المدّخرة، وبعد شحن المدّخرة يتم الحصول على كهرباء عن طريق رافع جهد، والذي يولّد كهرباء 220 فولط”.
وعن فعالية هذا النموذج، قال ” أبو أسامة”: “في هذا النموذج من المراوح الهوائية، يتم الاستفادة من شكل المراوح والتي تتحرك في كافة الاتجاهات، من أي جهة تهب منها الرياح، ولا تحتاج إلى ذراع توجيه كما في المروحة التقليدية، كما تم الاستغناء عن كثير من القطع، وكانت التكاليف أقل”.
ويعتمد السّوريون في أغلب المناطق على كهرباء المولدات عن طريق “الأمبيرات”، والتي تصل للمنازل بأسعار مرتفعة تصل أحياناً إلى 2000 ليرة سورية للأمبير الواحد، والمنزل الواحد بحاجة إلى 3 أمبيرات لتشغيل أدوات كهربائية بسيطة لحاجة المنزل اليوميّة، وتعمل تلك المولدات فقط في الليل ولمدّة لا تزيد عن أربع ساعات، كما أن أسعار ألواح الطاقة الشمسية مرتفعة جداً.
ويلجأ السّوريون إلى طرق بدائيّة بسيطة، من أجل التأقلم مع حالة الحرب، والتي دمّرت بلادهم، بعد أكثر من خمس سنوات، ويعودون إلى أساليب بدائيّة نظراً لحاجتهم، ويسعون إلى تطوير هكذا أعمال، وتعميمها حتى يستفيد منها أكبر عدد من المواطنين.