ديلي بيست: حكومة السيطرة على العقل حقيقية وهؤلاء جزء منها



على مدى السنوات الـ 30 الماضية تزعم الحكومة خوضها حرباً ضد مروجي فكرة

يعد “شيريل ويلز” أحد ضحايا تجارب حكومة الولايات المتحدة للسيطرة على العقل لما يقرب 30 عاماً. أو أنها كما تعتقد، موظفة استقبال طبي سابقة في سكرامنتو، وحين كانت ويلز طالبة في جامعة كاليفورنيا، لاحظت عام 1987 توقف الهواتف والسيارات والآلات الكاتبة والأجهزة المختلفة في أوقات غير مناسبة، هذه الأجهزة كانت مستهدفة عن بعد “لمضايقتها”.

وفي مقابلة مع الديلي بيست أخبرت ويلز الصحيفة “إضاءات الشوارع تختفي وتعمل بشل غير مسبوق بمجرد أن أمر بجانبها، وهذا كله كان قبل ظهور تكنولوجيا الاستشعار “السنسور” الحديثة” وذكرت أيضاً أنها سافرت إلى ولاية وسكنسن وذهبت إلى أوروبا أيضاً وفي أي مكان تذهب اليه كانت أمور غريبة كهذه تتكرر وتحدث.

ولاحقاً تملكت ويلز قناعة كبيرة بأن هناك قوى خارجية تقرأ افكارها على مدار الساعة وبشكل دقيق. وتقول:” لقد نظمت حالات أمامي في الشوارع، صممها غرباء لا اعرفهم، لكنهم كانوا يعرفون ما يدور في ذهني بالضبط” تلقائياً شعرت ويلز بالخوف، لكنها شعرت بالإحراج ايضاً من مغبة إخبار أي أحد بما يحدث معها حتى لا يقال عنها مجنونة أو شيء من هذا القبيل.

وتعود ويلز لتقول:” لقد وثقت دوماً بصحتي العقلية، ولا أؤمن بالأشياء الخارقة أو الاجسام الغريبة او أي شيء من هذا القبيل ولذلك كنت اعرف انني لم اتخيل هذه الامور بل كانت حقيقية”.

وتقول ايضاً انها حاولت ان تعثر على اشخاص عانوا من هذه الاعراض ووجدت انها لم تكن وحيدة في هذا الشيء، وعليه خرجت ويلز باستنتاج مفاده أنها كانت حقل تجارب لبرنامج اختبار حكومي سري امريكي مشيرة إلى أن من يملك شرح سبب الاعراض التي عانتها هو الحكومة الامريكية فقط.

وحين سؤالها عما قامت به لوقف هذه الازعاجات والتدخلات أجابت ” ما الذي لم اقم به؟ لقد تعاقدت مع علماء وخبراء الكترونيات ومحققين خاصين وأكثر من ذلك، عقدت مقابلة مع سي ان ان وحينها جاء الخبير الالكتروني الخاص بهم وفحص المنزل ولم يجد شيء، بالتاكيد لن يجد شيء فهم لم يكونوا يبحثون عن الإشارات العسكرية”.

كثير من الأشخاص مثل ويلز هذه أطلقوا مؤسسة غير ربحية تدعى Mindjustice.org عام 1996 وأطلقت على نفسها اسم “الافراد المستهدفين” او “مؤشرات النقل”. يقول كيفن بوند، النادل العاطل عن العمل في بالم سبرينجس، كاليفورنيا، أنه يؤمن بأنه اسرة محلية قامت بتخديره وزرع رقاقة في رأسه في الوقت الذي كان فاقداً للوعي به، وحالياً يسيطرون على أفكاره. فيما يضيف شخص آخر “ه.د” وهو الأستاذ في جامعة الساحل الغربي ويعتقد أن دماغه قد تم التلاعب بها عبر ترددات الكترونية قادمة من الحكومة. هذه الظاهرة غير جديدة لكنها اختفت لبعض الوقت في السنوات الأخيرة وها هي تظهر مجدداً.

وكان أحد المؤمنين بنظرية “مؤشرات النقل” او “الافراد المستهدفين” قد خص “شارون اينبرغر” الصحفي في واشنطن بوست عام 2007 أن هذه التكنولوجيا موجودة ولا يمكن انكارها ولكن ان ذهبت الى الشرطة وقلت لهم “أنا اسمع أصوات” سيقومون بتحويلك للتقييم النفسي فحسب.

ومنذ ذلك الحين، بدات ثقافة المؤامرة في التسرب الى التيار الرئيسي بشكل أكبر من ذي قبل. وكان كيلي وارد، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي وطبيب العظام – نافس جون ماكين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عام 2016 – قد نظم لقاءً مفتوحاً ذا مرة ركز على “نظرية مؤامرة الكيمتريل” وهي النظرية التي تؤمن بوجود مؤامرة فيما تنفثه الطائرات النفاثة “الخطوط البيضاء” وأنها تحتوي على مواد تسهل عملية السيطرة على السكان في العالم.

ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز فإن عدد الأشخاص الذين يعرفون على انهم “مؤشرات النقل” تجاوز 10 آلاف شخص دون إمكانية واضحة للجزم بأعدادهم.

شخص اخر يدعى روجر تولكس، من لوس أنجلوس ويعمل في بيع الأجهزة السمعية والبصرية، أطلق حديثاً ما اسماه “وكالة تحقيق خاصة تملك القدرة على العثور والقضاء على حالات التحرش الالكتروني” يقول روجر:” انا لا اتحدث كثيراً عن امكانياتنا، لكننا مثلا نحاول ان نطير تحت الرادار” وأشار إلى أنه يعمل لدى العديد من الناس ويحاول ان يفهم ما وراء هذه الاحداث والاشياء. وعلى موقعه في الانترنت، يبيع روجر “نظام درع الكهرباء النشط ” بما يعادل 1000 دولار. ووفق ادعائه فإن هذا الجهاز يوفر مظلة من أي هجوم موجه بالطاقة وتفادي هذا الهجوم.

وعادة ما يوصف المؤمنون بهذه النظريات بالجنون والمشاكل النفسية لكن شركة مثل شركة “توتال” في شيكاغو والعاملة في مجال الأمن  تقول في اعلاناتها :” لا لست مجنوناً نحن نستمع لك ونقدم لك الرعاية” .

وتضيف الشركة أنها تقوم بمسح للأجسام غير الغازية لتحديد الرقائق المزروعة وغيرها من نظم التتبع الإلكتروني والكشف عن ما تحتويه الاجسام، وتؤكد الشركة انها ليست من أصحاب المهن الطبية، لكنها توفر خاصة مسح وتعقب دون أي ضرر للشخص او الهوية للحيلولة دون تعرض الشخص لأي تهديد الكتروني ممكن.

شركة أخرى مثل ” QuWave” الدفاعية تقدم اربع إصدارات للزبائن وهي كالتالي: الدفاع الشخصي (297$) و المنضدية (499$) و المنضدة ثلاثية الاسطح (997$) و حقيبة الحارس (1197$).  وتقول الشركة انها توفر خاصية “موجه الميدان العددي” وهو تردد خاص توفره خاصية فريدة في الأدوات المستخدمة تمكنها من التدخل واعتراض الاشعة الضارة والحد من تأثيرها وتكون بمثابة حاجز امام الإشارات الضارة التي قد تستهدف الفرد”.

وترجع كثير من هذه الاعتقادات إلى ما يعرف برصد العصبية عن بعد “RNM” وهو مظهر كلاسيكي من الفصام بجنون العظمة، وفق ما يقول الدكتور مايكل ساكس الطبيب النفسي المختص.

ويرجح المتابعون أن هناك تقديراً كبيراً احيط بالرصد العصبي عن بعد في إثر التفسير الخاطئ للتقرير الحكومي الذي صدر عام 1994 والذي استشهد بالإشارة إلى النظم المستقبلية التي يمكن ان تساهم في محو أو تدافع عقول الناس من خلال البث التلفزيوني.

وكان الدكتور ستيفن ميتز، الأستاذ المساعد في شؤون الأمن القومي، قد قال في كتاب له إلى أن الامر ارتبط بتجربة فكرية متضاربة تماماً تضمنت الاطاحة بفيدل كاستور واحداث أخرى متنوعة في العالم.

ووفق ميتز فإن المشروع يهدف إلى تشجيع الحوار والنقاش بين كبار القادة العسكريين، وليس على مستوى القطاع العام، حيث تمتلك هذه التقنيات خطراً كبيراً على مستوى التأثير على سلوك الناس.

ولتوضيح الامر، قام ميتز بإعداد سيناريو افتراضي يدعي فيه قدرة الجيش على التحكم بالفكر الفردي في بعض المواقف المظلمة وغير المرغوب بها. وأضاف ميتز في رسالة الكترونية أن السيناريو كان محض خيال للوصول إلى تجربة عملية فحسب.

وعندما انتقل استخدام الانترنت على نطاق واسع في التسعينات، بدأت رسالة ميتز تلك في الوصول الى كثير من المنتديات وغرف الدردشة وغذت مواقع ايضاً.

ومع ذلك ينفي ميتز استخدامه لمثل هذه التقنية او وجودها ويصر على أن الرسالة التي أرسلها – وتعد اهم مصدر لمروجي نظرية المؤامرة هذه- كانت عبارة عن تجربة اختبارية لسيناريو تخيلي دارت مناقشته في أروقة مكاتب الجيش الأمريكي.

هذه المادة مترجمة من موقع ، للحصول على النسخة الاصلية بامكانك الضغط هنا