بعد معاناة طويلة.. المياه الصالحة للشرب تصل قرى سنجار بريف إدلب

20 سبتمبر، 2016

مع بداية شهر أيلول الجاري بدأت قرى منطقة سنجار في ريف إدلب الشرقي، بالحصول على كميّة جيدة من المياه بعد انقطاع دام لأكثر من سنتين بسبب أعطال في شبكة المياه التي تزّود قرى المنطقة بالماء الصالح للشرب والاستعمال المنزلي.

وبحسب مراسل صدى الشام في إدلب “جابر أبو محمد”، فقد بدأت المياه بالوصول إلى المنازل في القرى بعد تنفيذ مشروع إصلاح وترميم شبكات المياه في المنطقة بعد تعرضها للتلف وانقطاعها عن العمل نتيجة القصف المتكرر من قوات نظام الأسد التي تستهدف البنى التحتية في تلك القرى.

وقال المهندس القائم على المشروع “فرحان الصيلبي” لـ”صدى الشام”، أنّ “معاناة المدنيين من شح الماء وصعوبة وصولهم إليها، كانت كبيرة خلا الفترة الماضية، وهو ما أوجب القيام بإصلاح الشبكة”.

وبعد عرض المشروع على المنظمات المعنية تمت الموافقة عليه، وبدأ تنفيذه برعاية منظمة العمل الإنساني البولندي pah بالتعاون مع منظمة رعاية الطفولة والأمومة التابعة للأمم المتحدة “اليونيسيف”.

يخدم المشروع قرى ريف سنجار، حيث يتم إيصال المياه على ثلاث مراحل: أولاً يتم ضخ المياه الصالحة للشرب من محطة قرية معردبسة من ثلاث آبار بواسطة مضخات أفقية، إلى محطة الضخ في محطة كُفريا، ثم تأتي المرحلة الثانية التي يتم خلالها ضخ المياه من محطة الضخ في كُفريا إلى خزان قرية أم رجيم، أما المرحلة الثالثة فيتم خلالها تزويد القرى بالمياه بواسطة خطوط الإسالة (جريان الماء بالجاذبية دون استخدام مضخات).

ووفقا للمهندس صليبي فإن المشروع يخدم 35 قرية ومزرعة تعاني من شح مياه الشرب وارتفاع كلفة نقلها، ويقدّر مجموع سكان هذه القرى بحوالي 80000 نسمة. وأضاف صليبي إنّ “المشروع وفّر فرص عمل لأكثر من 20 عاملا، كلهم من أهل المنطقة ومن الطبقة الفقيرة والمتوسطة اقتصاديا”.

يخدم المشروع 35 قرية ومزرعة يقدّر مجموع سكانها بحوالي 80000 نسمة، تعاني من شح مياه الشرب وارتفاع كلفة نقلها، كما أنه وفّر فرص عمل لأكثر من 20 عاملا من أهل المنطقة.

وعن الصعوبات التي واجهت المشروع، أكّد الصليبي أنّها “بسيطة”، وكانت أهمها “كثرة الأعطال”، وقد استغرق تجهيز الشبكة منذ بداية المشروع حتى بداية الضخ إلى القرى حوالي 60 يوم، وكان لـ”تعاون المدنيين والأهالي مع طاقم العمل دور في نجاح المشروع وتجاوز العقبات”

يقوم طاقم العمل حاليا على مدار اليوم، بأعمال الصيانة للخطوط التي تتعرض لأعطال أو تسربات جديدة، كما أنّ ضخ المياه يستمر يومياً بمعدل 8 إلى 10 ساعات، بعد معالجة المياه بالكلور قبل ضخها لضمان تزويد المواطن بمياه صحية.

وشدد الصليبي على أنّ “المياه تصل للمنازل بالمجّان، لأن المشروع يهدف إلى تخفيف المعاناة عن المدنيين من شح مياه الشرب وقلتها في المنطقة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف استجرارها بالصهاريج حيث يصل سعر الصهريج الواحد إلى 5000 ليرة سورية، هذا بالإضافة إلى أنّ المياه تكون غير معالجة وقد تسبب الأمراض”.

وتعليقا على المشروع، قال “محمد الإدلبي”، وهو مواطن من منطقة سنجار، لـ”صدى الشام”، “وصول المياه إلى منزلي أشعرني بالفرح، وغير من وضع الحياة. انقطاع المياه كان مشكلة حقيقية”.

بدوره أبدى “سالم محمد”، ارتياحه بعدما بدأت المياه بالوصول إلى مزرعته الكائنة في قرية سرجة، ما أتاح له العودة إلى العمل في مزرعته الصغيرة التي ينتج فيها الخصار والفواكه. وقال “عبد الجبار فواز الأحمد”، أحد أفراد طاقم العمل في المشروع”، لـ”صدى الشام”، أنّ المشروع “أمّن لي فرصة عمل وراتبا منتظما في ظل الوضع الاقتصادي المتردي”.

وأكّد “عبد الرزاق صفوك الدوش”، عامل آخر في المشروع، أن المشروع “ساعد في إعالة حوالي 20 بيتاً”، مضيفا: “من الصعب تأمين عمل في ظل الأوضاع بسوريا، خاصة مع فقدان الأمن والقصف المستمر من قوات النظام”، مؤكدا على “ضرورة القيام بمثل هذه المشاريع”.

يذكر أنّ منطقة سنجار تخضع لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، مع باقي مناطق محافظة إدلب، وتعاني معظم قرى المنطقة من تكرر القصف الجوي من قبل طيران الأسد، الأمر الذي أدّى إلى هجرة العديد من سكان المنطقة إلى تركيا ومناطق أخرى في سوريا.