حصار حلب وفقدان المواد الأساسية يهددان بكارثة إنسانية

20 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016
4 minutes

محمد أمين ميرة: المصدر

عادت مأساة الحصار للأحياء الخاضعة لسيطرة كتائب الثوار شرق مدينة حلب، بعد قرابة شهرٍ على قطع النظام السوري وحلفاءه الطرق الاستراتيجية المؤدية لتلك المناطق والتي تتمثل بالكاستيلو شمالاً والراموسة جنوباً.

وترافق ذلك مع تواصل المجازر والقصف المتواصل على تلك المناطق التي شهدت انقطاعاً لمعظم المواد الأساسية والتموينية عن أسواق حلب ومحالها التجارية ما أدى لارتفاعها إلى أرقام قياسية.

وما “زاد الطين بلة” منع قوات النظام دخول قوافل الإغاثة الدولية نحو تلك الأحياء الواقعة ضمن مناطق سيطرة الثوار، بالرغم من الهدنة، إضافة لتوقف عدد من الأفران والمشافي عن العمل، نتيجة قلة ما تبقى من الوقود داخل المدينة ما ينذر بكارثة إنسانية كبيرة.

وبحسب ما صرح الناشط الإعلامي ثائر محمد لـ “المصدر” فإنّ المحال التجارية والأسواق في المناطق المحاصرة الخاضعة لسيطرة الثوار بحلب باتت شبه خاوية من الخضار فيما فقدت عدة مواد غذائية وتموينية من المدينة بينما بات بعضها متوفراً ولكن بأسعار باهظة ليس للأهالي قدرة على شرائها.

أما السيدة حسناء دحنون، وهي ربة منزل مقيمة في حلب وناشطة في الثورة السورية، أكدت لـ “المصدر” أنّ “أهالي حلب يعتمدون على ما وفروا من (المونة)، الأمر الذي يخفف كثيراً من أثر الحصار ولكن رغم ذلك فإنّ استهداف النظام المتكرر للمناطق الحيوية والتي تحوي مستودعات غذائية وأدوية أدى لفقدان العديد منها”.

وتضيف حسناء: “حليب الأطفال والحبوب بأنواعها والزيوت، يكاد يخلو من المنازل، وأصبح بعض الأهالي يعتمد على زراعة الذرة في الحدائق والمساحات الفارغة عند أطراف المنازل والمقابر للاستفادة منها في الحصول على الطحين اللازم للخبز”.

وأشارت السيدة إلى أنّ الخضار المتوفرة حاليا هي الباذنجان والكوسا مع فقدان البندورة والخيار رغم أن أسعار الأولى ارتفع إلى أرقام قياسية.

كل ذلك ليس بالمعاناة الحقيقة مقارنة بانقطاع وإغلاق معظم الأفران والمشافي التي توقفت عن العمل بسبب عدم القدرة على تأمين الوقود اللازم لتشغيلها فضلاً عن ارتفاع أسعار الكهرباء، وبلغ الأمبير الواحد حتى ثلاثة آلاف ليرة سورية (حوالي ستة دولارات).

وبلغ سعر حليب الأطفال 3500 كما وصل سعر ربطة الخبز في المناطق المحاصرة إلى 350 ليرة وكيلو الرز 600 ليرة.

مع كل حصار لا بد من الاحتكار

وكالعادة فإنّه مع كل حالة حصار تواجهها مناطق حلب، لابد من تفشي حالة من الاحتكار والاستغلال لدى البعض، خاصة فيما يرتبط بالمعلبات التي وصل سعرها لأرقام خيالية بحسب ما تضيف السيدة حسناء.

وأكدت أن فصائل الثوار يعملون جاهدين على منع تلك الحالات ووجهت العتب إلى المجالس المحلية مؤكدة أنها مقصرة في الرقابة على احتكار المواد الأساسية.

لكن أهالي مدينة حلب ومن بينهم ثائر محمد والسيدة حسناء يؤكدون أنهم يواصلون الصمود ولن يطلبوا مصالحة النظام أو مهادنته حتى لو أكلوا الأعشاب وأوراق الأشجار.

وبحسب النشطاء الذين ما زالوا موجودين ضمن أحياء المدينة، فإنّ هذه الظروف الصعبة تتواصل في ظل صمت المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي حيال المأساة الإنسانية التي يعيشها أبناء أحياء مدينة حلب الشرقية بسبب موقفهم المناهض للنظام، على حد تعبيرهم.

أخبار سوريا ميكرو سيريا