قنص أهالي “مضايا” وسيلة حزب الله الجديدة لإخراج مرضى “كفريا والفوعة”

20 سبتمبر، 2016

 

يبدو أن حزب الله اللبناني، الذي يحاصر بلدة مضايا إلى جانب النظام السوري منذ أكثر من خمسة عشر شهراً، ويمنع خروج سكانها منها ويخضعهم لسياسة التجويع، انتهج سياسة أخرى إلى جانب منع دخول المواد الغذائية، للضغط على المدنيين، من خلال قنص الأشخاص وإصابتهم بإصابات غير مميتة، وخاصة الأطفال، وذلك بهدف إجبارهم على طلب إخراج المصابين كحالات إسعافية مقابل إخراج مرضى ومصابين من كفريا والفوعة المواليتين للنظام السوري، بحسب اتفاق الزبداني – الفوعة، الذي وقعته إيران مع حركة أحرار الشام، والذي ينص على معاملة كل من كفريا والفوعة في ريف إدلب ومضايا والزبداني في ريف دمشق، معاملة مماثلة من حيث إخراج العدد ذاته من المصابيين والمرضى للعلاج، وذلك وفق تفاوضات تتم بشكل إفرادي يتفق على تفاصيلها مندوبو الطرفين، ومن ثم يقوم بتنفيذها الهلال الأحمر السوري.

تزايد عدد مصابي القنص في بلدة مضايا في الأشهر الأخيرة، ما أجبر أهلها في كل مرة، على مطالبة جيش الفتح، المسؤول عن التفاوض مع الوفد الإيراني (مسؤول المفاوضات عن أهالي كفريا والفوعة)، للتفاوض معهم، لإخراج المصابين وفق ما ينص عليه الاتفاق بين الطرفين على إجلاء الحالات الإسعافية من كلا المنطقتين، وفق ما أكده مسؤول التنسيق لجيش الفتح “أبو محمد الشامي”، في حديث خاص لـ”صدى الشام”. كان آخر تلك الحلات إخراج ثلاث حالات مقنوصة يوم الأربعاء 14 أيلول.

وقال الشامي إن “حزب الله اللبناني في الآونة الأخيرة زاد من قنصه للمدنيين في مضايا بحيث لا يتسبب لقنص بالموت، لإجبار أهل البلدة على المطالبة بإخراج مصابيهم، وبالتالي إخراج العدد ذاته من مرضى وجرحى منطقتي كفريا والفوعة”.

خروج المصابين المدنيين

أضاف الشامي أن “آخر عملية إجلاء من مضايا إلى إدلب كانت لثلاث حالات منذ عدة أيام، وهم زهير يوسف وسمير أسعد وعلاء عيسى، وقد أجلي مقابلها حالتي شلل من كفريا والفوعة وخمسة مرافقين لهما، ولم يخرج أي ضباط أو مسؤولين، لأن الاتفاق مع الوفد الإيراني يقضي بخروج الحالات الإسعافية فقط”.

وقال الناطق الإعلامي للمجلس المحلي لبلدة مضايا، “فراس الحسين” لـ”صدى الشام”، إنه “تم قنص مزارع في بلدة مضايا يوم الخميس 15 أيلول، ولكن إصابته كانت في رجله ولم تكن خطيرة فقمنا بإجراء الإسعافات الأولية له، ولا حاجة لإخراجه للعلاج”.

القنص بهدف الإصابة الشديدة لا القتل أحد الطرق الجديدة التي يتبعا عناصر حزب الله في مدينة مضايا المحاصرة، بهدف إجبار الأهالي على إخراج مرضاهم، وبالتالي خروج عدد مماثل من كفريا والفوعة

وعزا الحسين اتباع حزب الله اللبناني سياسته الممنهجة لزيادة الإصابات من خلال القنص في مضايا، للسبب ذاته الذي أكده الشامي، وهو أجبار المدنيين على المطالبة بإخراج المصابين وبالتالي إخراج عدد مقابل من مرضى كفريا والفوعة.

وقد سبق الحالات الأخيرة خروج 13 حالة من مضايا، خرجت مقابلها 11 حالة في كفريا والفوعة منذ أيام.

حصار الجوع هو الأقسى

مآسي أهل مضايا لم تقتصر على انتشار الأوبئة، والتخوف من شبح الموت قنصا او السحايا، لا سيما مع نقص الأدوية، بل خيم شبح الموت أيضاً على أهالي البلدة مع شح المواد الغذائية وحليب الأطفال، وقرب نفاذها.

وناشد مدير الهيئة الطبية في مضايا وبقين، الدكتور “محمد يوسف”، في حديث خاص لـ”صدى الشام”، المنظمات الدولية “لإدخال المواد الغذائية وحليب الأطفال بأقرب وقت ممكن”، كما ناشد الهيئات الطبية “لإدخال المواد اللازمة للنقطة الطبية وإدخال المسكنات وباقي المواد الضرورية”.

شبح السحايا لم يتبخر

وكان الهلال الأحمر السوري قد أخرج 4 أشخاص من بلدة مضايا بالقلمون الغربي، يوم الثلاثاء الماضي لتلقي العلاج، بينها حالة سحايا واحدة للطفلة هدى محمد، المرض الذي اعتبرت الهيئات الطبية البلدة موبوءة به منذ شهر ونصف.

الأوضاع الصحية السيئة لأهالي مضايا تشجع على انتشار مرض السحايا، لا سيما عند الطفال، والهيئات الطبية تعتبرها منطقة موبوءة منذ حوالي شهر ونصف الشهر

وبحسب حسين “بات انتشار مرض السحايا سهلا وسط الجوع وقلة مناعة الأجسام في البلدة، فقد حرم أهالي البلدة من دخول المواد الغذائية منذ أربعة أشهر ونصف، فيما حرم أطفالها من دخول الحليب منذ أكثر من ثمانية أشهر، ولا زلنا نخاف من ظهور حالات جديدة من السحايا، إلى جانب إصابات القنص التي تحتاج للخروج والعلاج غالبا”.