روسيا ترد على اتهامات أمريكا: طائرة لكم بدون طيار ظهرت قبل دقائق من قصف قوافل الإغاثة بحلب


تتقاذف الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتهامات بشأن القصف الذي تعرضت له قوافل الإغاثة قرب حلب، يوم الإثنين الفائت، والذي أدى إلى وفاة عدد من الكوادر الطبية والإغاثية، واحتراق عدد كبير من الشاحنات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، إن "طائرة أمريكية بدون طيار كانت في المنطقة التي هوجمت فيها قافلة المساعدات التابعة للأمم المتحدة في سورية، وظهرت بالموقع قبل دقائق من الحادث".

وكرر إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم الوزارة مزاعم موسكو في أنها لم تشارك في الحادث،  وقال إن "المزاعم الغربية بأن روسيا قصفت قافلة الإغاثة محاولة لتشتيت الأنظار عن قصف الجنود السوريين بيد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قرب مطار دير الزور يوم السبت".

الاتهامات الروسية للولايات المتحدة جاء بعد ساعات من اتهام واشنطن لموسكو بالمسؤولية عن الهجوم الذي يعد ضربة قاسمة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الجانبان يوم 10 سبتمبر/ أيلول 2016.

كيري يجدد الاتهامات

ومساء، اليوم الأربعاء، دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إلى "ضرورة تقييد حركات الطيران" فوق المناطق الحساسة ومناطق المعارضة في سورية.

وقال كيري، خلال جلسة رفيعة المستوى لمجلس الأمن الدولي حول الملف السوري: "يجب تقييد حركة الطيران في سورية فهذا يمنع النظام (نظام الأسد) من شن هجمات على أهداف مدنية تحت ذريعة الحرب على جبهة النصرة".

وأدان كيري استهداف نظام الأسد وروسيا للمدنيين وموظفي الإغاثة، مُشدّدا على "ضرورة إنهاء أي تحليق للطيران فوق المناطق الحساسة بسورية في أقرب وقت ممكن"، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون أي انقطاع.

وأعرب عن أمله في أن يتمكن المجتمع الدولي من استئناف المفاوضات بين أطراف الأزمة في سورية، وعزل تنظيمي "الدولة الإسلامية" و"فتح الشام" وحظر الطيران السوري فوق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال كيري لممثلي الدول الأعضاء بالمجلس -ومن بينهم نظيره الروسي سيرغي لافروف - "لا توجد طائرات تحوم في تلك المنطقة سوى لروسيا وسورية (نظام الأسد)"، وأضاف أن "قصف المستشفيات وإلقاء القنابل البرميلية انتهاك فاضح للقانون الدولي وهناك وكلاء في هذه القاعة (يقصد قاعة مجلس الأمن) وخارجها قادرون على التأثير على أطراف النزاع". 

وحمل وزير الخارجية الأمريكي كلا من روسيا والأسد المسؤولية عن الهجوم الذي وقع، أمس، ضد أحد المرافق الطبية بالقرب من مدينة حلب، شمالي سوريا، وأسفر عن مصرع 4 من موظفي الإغاثة هناك.

ووصف كيري "رئيس النظام بشار الأسد، وتنظيمي فتح الشام و داعش بأنهم من المخربين الذين لا يؤمنون بوقف إطلاق النار"، على حد تعبيره.

وقال للمشاركين في جلسة مجلس الأمن: "إذا لم يقم المجتمع الدولي بما يجب عليه القيام به إزاء سورية فسوف نجتمع مرة أخرى هنا في قاعة المجلس وسنشهد شرق أوسط جديد بمزيد من التطرف". 

كما أشار كيري إلى مقتل 20 من موظفي الإغاثة جراء هجوم استهدف قافلة للمساعدات الإنسانية تتمتع بكامل الصلاحيات والتصاريح يوم الاثنين الماضي، واصفًا ذلك بـ"الهجوم البشع الذي وجّه ضربة كبيرة للجهود الرامية إلى تحقيق السلام في سوريا، وشكّك بمصداقية نظام الأسد وروسيا بتعداتهم في جنيف". 

وفي وقت سابق، أمس الثلاثاء قال مستشار الأمن القومي الأمريكي "بن رودس"، إن "كل المعلومات المتوفرة لدينا، تشير بوضوح، إلى أن هذه كانت ضربة جوية"، وبالتالي فان المسؤول عنها "لا يمكن أن يكون إلا أحد كيانين: إما النظام السوري وإما الحكومة الروسية".

وأضاف: "على أي حال فإننا نحمل الحكومة الروسية المسؤولية عن الغارات الجوية في هذه المنطقة".

في السياق ذاته، نقلت "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن "الولايات المتحدة تعتقد أن طائرتين روسيتين هاجمتا قافلة مساعدات قرب حلب"، مشيرين إلى أن "طائرتين روسيتين من طراز سوخوي-24 حلقتا فوق قافلة مساعدات بسورية، في نفس الوقت الذي تعرضت فيه للقصف، وذلك بناء على معلومات للمخابرات الأمريكية دفعتهما لاستنتاج مسؤولية روسيا عن الهجوم".