جورج صبرا: لا مكان في سورية للنظام المبني على الأيديولوجيا

عرفناه مناضلاً ضد الدكتاتورية على مدى عقود طويلة، إذ عرفته سجونها الكثيرة والمتكاثرة في “مملكة الصمت”، ثم عرفناه ثائرا في ثورة الحرية التي لم يتردّد في الانضمام لها، وكأنّ دربه الطويل في النضال بحثا عن ثورة بات ماثلا أمامه، ثم عرفناه سياسيا في حزبه حزب الشعب الديمقراطي وفي التشكيلات السورية المعارضة التي استلم قيادة أحدها (المجلس الوطني السوري). إنه المناضل والثائر والسجين السياسي السابق جورج صبرة. وإذا كان صبرا قد حاز إعجابا واتفاقا حوله فيما يخص مرحلة المناضل والثائر، فإن السياسي فيه أثار الكثير من الإشكالات التي هي جزء من إشكالات الثورة والمعارضة السورية عموما. في هذا الحوار تذهب “حكاية ما انحكت” مع الاستاذ جورج نحو تلك الإشكاليات بالذات، لإلقاء الضوء عليها ووضعها على طاولة البحث، بحثا عن “مخبوء” المعارضة السورية الذي يلقي عليه صبرا هنا “ضوءاً كاشفا.ً حاوره طارق عزيزة/ يوم الاثنين 19 أيلول/ سبتمبر 2016/ ألمانيا)  النقطة الثانية، هذه وثيقة سورية ولا يشترط بها أن تتطابق وتحمل بشكل كامل رؤية القرارات الدولية فيما يتعلق بالمشروع السياسي، ورؤية المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، لذلك أنا أتفهم تماماً أن يكون هناك حيز صغير مفهومي بين الورقة السورية التي تُعد من أجل سوريا والسوريين وبين القرارات والرؤى الدولية. أما التطابق مع الوثائق الدولية فهو وظيفة الدولة السورية في المستقبل، التي تكون حصيلة إرادة السوريين جميعاً بعد وضع دستور، فهي التي يُطلب منها الالتزام الكامل بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والمشاركة فيها.ملاحظة أخيرة، من الخطأ لنا كسوريين أن نعتمد التصنيفات الدولية للفصائل السورية، لأن الروس يعتبرون الجزء الأكبر من مقاتلي الثورة السورية والجيش السوري الحر أنهم إرهابيون، ونحن لا يمكن لنا أن نقبل هذا التصنيف الدولي، والمطلوب أن يكون لدينا تصنيفاتنا الخاصة لذلك.المصدر