ربع مليون طفل سوري لاجئ سيعودون للدراسة بجهود جورج كلوني ودعم من غوغل
22 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016
العنوان الأصلي: غوغل تقدم المساعدة لجورج وأمل كلوني في تعليم الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان
يطلق جورج كلوني وزوجته أمل كلوني مبادرة عالية الهمة لتعليم الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان، ويبدأان مبادرتهما هذه بدفعة كبيرة من القوة النقدية والعقلية المقدمة من غوغل.
وسيتبرع ذراع شركة غوغل العملاق الخيري بمليون دولار لمؤسسة كلوني للعدالة، ليكون ذلك واحداً من بين 51 مبادرة خيرية مقدمة من شركات مختلفة في جميع أنحاء العالم أُعلن عنها، في الوقت الذي عقد فيه الرئيس أوباما اجتماعاً لقادة العالم في مقر الأمم المتحدة للبحث في أزمة اللاجئين.
ويقول البيت الأبيض أن مجموع الالتزامات المقدمة من المؤسسات لإغاثة اللاجئين قد بلغ 650 مليون دولار، وهذا بدوره سيؤمن فرص عمل لـ 220.000 لاجئ كما سيوفر فرصة لتعليم 80.000 طفل.
ويعتزم الزوجان كلوني، بمشاركة غوغل، مساعدة أكثر من250.000 طفل (أي ما يقرب نصف الأطفال ممن هم في عمر الدراسة في لبنان)، وغير الملتحقين بالمدارس حتى إن بعضهم لم يسبق له أن رأى فصلاً مدرسياً من الداخل.
وفي حديثه مع صحيفة “USA TODAY”، قال جورج كلوني: “سيؤدي هذا إلى نتائج مروعة فهذا عقد كامل وجيل كامل. يجب ألا نخسر جيلاً بأكمله لأنه تصادف أن ولد في المكان والزمان غير المناسبين”.
وأهداف الزوجين كلوني هي: بحلول شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، تسجيل 10.000 طفل لاجئ في المدارس المنبثقة التي تعلمهم كل شيء ابتداءً من الرياضيات وصولاً إلى حقوق الإنسان والتشفير الحاسوبي، وكل ذلك باللغة الانكليزية، كما يرغبان بتسجيل 50.000 آخرين بحلول العام 2012.
ويستخدم نجم الأفلام، الذي تحول إلى ناشط، وزوجته لبنانية المولد لندنية المنشأ المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان، يستخدمان شهرتهما لتسليط الضوء على أكثر معارك العالم دموية وعلى أضرارها الجانبية على الشباب. كما أن البلدان التي استقبلت اللاجئين السوريين كلبنان والأردن وتركيا لا تمتلك ذلك الكم الهائل من الموارد اللازمة لتعليم اللاجئين.
ويعلن الزوجان عن بدء مبادرتهما في لبنان تبعاً لحجم التحدي الضخم فيها ، إذا انتقل 1.5 مليون سوري للعيش فيها منذ الثورة ضد بشار الأسد عام 2011. ما يجعل هذا البلد الصغير أكبر مستضيف للاجئين في العالم.
وقد أدى ذلك إلى وجود فجوة في التعليم. ففي العام 200٩، بلغت نسبة الأطفال السوريين الملتحقين بالمدارس ٩4% حسب الأمم المتحدة. أما اليوم فمن بين 10 لاجئين سوريين في لبنان، تجد 4 فقط مسجلين في المدارس الابتدائية والثانوية.
وأخبرت أمل كلوني صحيفة “USA TODAY”: “نريد أن نؤمّن لكل طفل منقطع عن الدراسة في لبنان فرصة للتعلم. لقد غادرت عائلتي لبنان عندما كان هنالك حرباً دائرة في البلاد، ولم أكن لأستطيع إنجاز أي من أعمالي التي حققتها لو لم أتمكن من الحصول على التعليم”.
وتعمل مؤسسة كلوني للعدالة مع شبكة تعليمية عالمية (SABIS) التي قد ضمت بالفعل أطفال لاجئين حققوا نجاحاً في التعلم في مدرسة تابعة لها في لبنان.
وقالت أمل كلوني: “لقد تعملنا الكثير حول مدرسة محددة أنشأوها في متين في المتن الشمالي في لبنان. وبدأنا بالتفكير في كيفية استخدامها كنموذج والعمل على إنجاح التجربة على نطاق أوسع”.
وقال كارل بستاني، رئيس شبكة (SABIS)، أنه سيتم تأسيس مدارس مؤقتة تستخدم التكنولوجيا في الفصول الدراسية في المناطق التي تضم عدداً كبيراً من الأطفال اللاجئين.
وأضاف: “ترتكز الخطة على البدء في إنشاء 10 مدارس تكون أقرب ما يمكن إلى المجتمعات التي هي في أمس الحاجة لذلك في شهر سبتمبر/ أيلول 2017”.
ووصف الزوجان كلوني غوغل بشريكهما التقني (أما الشركاء الآخرون في هذه المبادرة فهم اتحاد “فيرجن” ومؤسسة “ريد كليف”).
وقال كلوني في ذلك: “لقد كانوا شركاء مثاليين بالنسبة لنا، فضلاً عن سخائهم الكبير. لكن دعمهم التقني وأفكارهم المتعلقة في ذلك الشأن هي التي ستحدث الفرق بالنسبة لنا”.
هذا وقد خصصت شركة غوغل 1% من أرباح غوغل وقسماً كبيراً من وقت موظفيها لمواجهة الصعوبات التي تعتقد بأنها جديرة بالمعالجة على نحو فريد، وكانت أزمة اللاجئين من بين تلك الصعوبات.
وقبل عام مضى، أطلقت غوغل أولى حملاتها العالمية والتي حصدت من خلالها 11 مليون دولار من حوالي 330.0 متبرع لمنظمات إغاثة اللاجئين، وكان ذلك خلال 48 ساعة عندما وضعت إعلاناً على صفحتها الرئيسة. وباختصار، تقول شركة غوغل أنها أودعت ما يزيد على 16.5 مليون دولار في خدمة إغاثة اللاجئين. كما خصص 90 موظفاً في الشركة أكثر من 1.200 ساعة للعمل على مشاريع الإغاثة من قبيل تثبيت خدمة الواي فاي على طول طريق الهجرة لللاجئين.
وصرحت جاكلين فولر، مدير شركة غوغل، أن الشركة سترسل موظفين للتأكد من حصول الأطفال السوريين اللاجئين على تعليم من الدرجة الأولى.
إذ قالت: “إن الحصول على التعليم واقتناء المعلومات جزء لا يتجزأ من قيمنا. فالأمر يتعلق بوجود ربع مليون طفل لاجئ في مكان مثل لبنان ونصف أولئك الأطفال غير مسجلين في المدارس وهذا يعني جيلاً كاملاً بإمكانه أن يكون فاعلاً في المجتمع. هؤلاء مجموعة من الأطفال نحتاج لأن نستثمر قدراتهم”.