عقب الخسائر الكبيرة في حماة… مجزرةٌ انتقاميةٌ في خان شيخون 


عبد الرزاق الصبيح: المصدر

ارتكبت طائرات النظام الحربية ظهر اليوم الأربعاء، مجزرة في مدينة خان شيخون بريف إدلب راح ضحيتها العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح، جراء استهدافها بقنابل فراغية.

واستهدف طيران النظام المدينة بسبع غارات جوية ملقيةً مظلات تحمل قنابل فراغية معروفة بقدرتها التدميرية البالغة، وكانت إحدى الغارات بالقنابل العنقودية، حيث تركز الاستهداف على السوق الشعبي وسط المدينة، وتسبب بوقوع العدد الأكبر من الضحايا والجرحى.

ولا يوجد إحصائية دقيقة لأعداد الضحايا بسبب وجود أعداد كبيرة منهم تحت أنقاض المنازل وتحاول فرق الدفاع المجني انتشالها.

ووثق ناشطون في المدينة مقتل 13 مدنياً على الأقل، من بينهم أطفالٌ عرف منهم الطفل عمر عبدالرزاق الشيخ بكور، وطفل ابن حافظ ادريس، وطفل ابن أحمد المذبوح.

وفي حديثٍ لـ “المصدر” قال الناشط محمد السلوم، إن الغارات السبع تسببت بتدمير أحياء كاملة، بينما استهدفت غارات أخرى السّوق الشعبي وسط المدينة، وكان العدد الأكبر من المصابين في السّوق.

وأضاف قائلاً إن عائلات تحت الأنقاض، وتحاول فرق الدفاع المدني إنقاذ العالقين، وكما تم الاستعانة بفرق الدفاع المجني في المناطق المجاورة، بسبب توزّع الغارات وكثرة المصابين.

ونقلت فرق الدفاع المدني أعداداً كبيرة من المصابين إلى مستشفياتٍ خارج المنطقة بسبب عدم قدرة مستشفى خان شيخون الوحيد، على استقبال العدد الكبير من المصابين، وكذلك بسبب خطورة الكثير من الإصابات.

وتأتي هذه الغارات بعد يومين من انتهاء الهدنة في سوريا، وكانت الطائرات الحربية التابعة لنظام بشار الأسد قد استهدفت منطقة السوق قبل فترة بغارات جوية بالقنابل الفراغية ذات المظلات، وراح ضحايا في تلك الغارات، وأثناء سريان الهدنة كان النظام يستهدف مدينة خان شيخون في المساء وبشكل يومي بغارات جوية لطائرة حربية ذات الرشّاشات، التي استهدفت الأحياء السكنية في المدينة.

وذكرت المراصد العسكرية الخاصة بكتائب الثوار أن الغارات التي استهدفت خان شيخون كانت انتقامية لما جرى اليوم في ريف حماة الشمالي المجاور للمدينة، حيث تمكّنت كتائب الثوار من صد هجوم كان الأعنف لقوات النظام على بلدة معردس شمال حماة، واستطاع الثّوار قتل عدد كبير من جنود النظام ودمروا أربع دبابات وعربة “بي ام بي”، كما أسروا عدداً من جنود النظام هناك، وسط قصفٍ جويٍّ مكثف طال البلدة ومدينة صوران المجاورة.

وتعتبر مدينة خان شيخون منطقة مدنية بالكامل ومزدحمة بالنازحين، وتبعد عن نقاط الاشتباكات في حماة أكثر من 30 كيلو متراً، وقال ناشطوها إن هذه المجزرة كانت كنوع من الانتقام من جانب قوات النظام، التي اعتادت في كل مرة تفشل فيها بالمواجهات الميدانية، على استهداف المدنيين في المناطق القريبة.



المصدر