رحيل التشكيلي والشاعر السوري “سعدالله مقصود” في منفاه


رحل الشاعر والتشكيلي السوري، سعدالله مقصود، عن عمر يناهز ٥١ عامًا بعد صراع طويل مع مرض السرطان، في مدينة مونتريال في كندا منفاه الذي هاجر إليه منذ عقد ونصف ليكون آخر المقاصد لديه بعد أن ضاقت به البلاد التي عشقها.

سعدالله مقصود صاحب فكرة الفن للجميع الذي حاول إدخال الفن التشكيلي إلى الشارع فملأ شوارع مدينة دمشق بلوحات تشكيلية في مشهد جديد خارج عما ألفته دمشق.

أنجز مقصود موسوعة ” الفن التشكيلي السوري ” وهي أول موسوعة تؤرخ لمسيرة هذا الفن، كما وضع كتابًا مصورًا عن حياة وأعمال التشكيلي السوري لؤي كيالي، ثم انتقل إلى مشروعه التالي ” الشعر للجميع ” حيث قام باختيار خمسين نصًّا لشعراء سوريين، في محاولة لجعل الشعر في متناول الجميع أيضًا، إلا أنه تم وأد هذا المشروع قبل أن يكتمل، على إثرها هاجر سعدالله إلى كندا ليفتتح مطعمًا هناك.

وفي كندا داهم مقصود المرضَ الخبيث، فلجأ إلى الكتابة في محاولة لمقاومة المرض الذي كان يستهلك أيام وساعات حياته التي كانت تتضاءل تدريجيًا، فكان ديوانه ” كأن كل شيء على ما يرام ” الذي صدر منذ عام بالعربية والفرنسية عن دار “أرواد” للنشر، على هيئة لوحات داكنة ومؤلمة يتجول فيها الموت، ليوثق آلامه وآلام الآخرين، قال فيه « كنا نريد بضع سنتيمترات لنمد أرجلنا قليلًا، وعندما فشلنا لم يكن قد بقي لدينا ما نعطيه. كانت جثثنا هي الحل الوحيد، ملأنا بها المكان»

رحل مقصود المولود في مدينة حصين البحر في طرطوس عام 1966، والذي تخرج من كلية الفنون الجميلة عام 1990 قبل أن يحقق حلم العودة الى الوطن، خاليًا من القمع والاستبداد يعيش الانسان فيه حرًا كريمًا، رحل وهو يقول «سأحلم وأحلم بما هو أفضل حتى لو بقي بيني وبين القبر ربع خطوة».



المصدر