مهرجان بيتهوفن..مسار الربيع العربي في تجسيد موسيقي
24 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016
“ماذا يعني الربيع العربي وكيف نصل لمعلومات موثوقة عنه في وسط تدفق هذا السيل الكبير من المعلومات؟” بالنسبة لعازفة البيانو التركية، “سيدا رودر”، فإن هذا هو أحد الأسئلة المهمة في أمسيتها الموسيقية تحت عنوان “أغاني الربيع”، والتي تقام في إطار مهرجان بيتهوفن في مدينة بون الألمانية.
شعار مهرجان هذا العام: “ثورات”. “لا أريد النظر إلى الماضي، بل التطلع إلى الأمام: المستقبل”، كما تقول “سيدا” التي سعت إلى البحث عن ستة مؤلفين موسيقيين من خمسة بلدان عربية، كي يعبر كل منهم في عمله الفني عما يعنيه الربيع العربي بالنسبة له.
وعند إعدادها لهذه الأمسية لم يكن هم “سيدا” هو إظهار الوجوه العديدة للربيع العربي فقط. فقد طرحت سؤالاً نقدياً وتساءلت: كيف نصل في عصر المولتيميديا إلى معلوماتنا؟.
“المعلومات التي نحصل عليها من خلال البحث في محركات البحث أو في شبكات التواصل الاجتماعي، هي معلومات مُتَوْأَمة مع سلوكنا على الإنترنت”. “يندر أن تصلنا معلومة، لا تقوم محركات البحث بتصفيتها”، كما تضيف سيدا.
شبكات التواصل الاجتماعي نعمة ونقمة في آن واحد. استخدمت “سيدا” غوغل وحسابات المؤلفين الموسيقيين على الفيس بوك للتواصل معهم، كما تلقى المؤلفون دروساً تعليمية عن طريق برنامج السكايب.
وتظهر مشاهد صور الحرب في سورية على حائط العرض: بيوت مدمرة، ساسة يلقون خطابات، أناس يفرون بأرواحهم. والصورة الأخيرة عبرت عن مصافحة بالأيدي، حيث تحولت فيها اليدان لتظهرا على شكل عظام تتصافح بينها من دون جلد.
قطعة السوري، زياد جبري، كانت معقدة ومركبة مثل هذه الحرب. “خارج بلده يكون زياد نجماً في عالم الموسيقى الحديثة”، على حد تعبير سيدا.
فقد كتبت الشاعرة الجنوب إفريقية، “يفيتي كريستيانس”، نصاً لمقطوعته “تنويعات ثورة “. يتناول زياد في مقطوعته موضوعي الألم والمعاناة. مغنية السوبرانو، “كريستيانا كوانتابي”، وعازف الكمان، “ايكهارد فندرش”، قدما معه المقطوعة الموسيقية.
في الصيف زارت سيدا تركيا. “في ظل الظروف الراهنة ربما تكون المرة الأخيرة”، تقول عن زيارتها، ولكن الأهم بالنسبة لها هو قيام مؤلفين موسيقيين عرباً من الشباب بتقديم أعمال فنية للجمهور الأوروبي. “قد يبدو هذا الأمر عادياً جداً، إلا أن الموسيقى تربط حقاً بين الشعوب”، كما تستخلص “سيدا رودر”.
[sociallocker] [/sociallocker]