‘تحليل: روسيا تتبنى خيار الحرب الشاملة في سورية’
27 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016
[ad_1]
تبذل روسيا أقصى طاقتها لمساعدة نظام بشار الأسد على استعادة سيطرته على مدينة حلب، ما يؤشر إلى أنها اختارت الحل العسكري بهدف ممارسة ضغط على الولايات المتحدة والمعارضة السورية على حد سواء، بعد تعثر المفاوضات حول هدنة “وقف إطلاق النار” مع واشنطن، وفق محللين.
ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية في جامعة أدنبره “توماس بييريه” إنه “كانت المفاوضات مع الأمريكيين بمثابة غطاء لكسب الوقت وتحضير المرحلة التالية من العمليات العسكرية. بالنسبة إلى الفريق الموالي (النظام وحلفاؤه)، تكمن الدبلوماسية بمواصلة الحرب إنما بوسائل أخرى”.
ويضيف أن الأمر “يتعلق بمنح (رأس النظام بشار الأسد) نصراً حاسماً والقضاء على أي بديل من خلال حرمان المعارضة ما تعتبره عاصمتها (حلب)”.
وتمكن وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” ونظيره الروسي “سيرغي لافروف” بعد جولات تفاوض عديدة من بدء العمل بهدنة في سورية وضعت قيد التطبيق في 12 سبتمبر/ أيلول، لكنها استمرت أسبوعاً واحداً فقط.
وتضمن اتفاق الهدنة الذي تم برعاية روسية وأمريكية، إلى جانب وقف إطلاق النار، إيصال مساعدات إنسانية تحديداً إلى مدينة حلب، حيث يعاني السكان من ظروف معيشية صعبة جراء حصار مطبق تفرضه قوات النظام، وهو مالم يتم نظراً لعرقلة النظام دخول المساعدات إلى المدينة.
وتنفذ الطائرات الروسية وأخرى تابعة لنظام الأسد غارات مكثفة منذ الخميس على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب، بوتيرة غير مسبوقة منذ بدء تدخلها العسكري قبل عام.
ويرى الباحث المتخصص في الشؤون الروسية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن “إيغور سوتياغين” أن موسكو “تريد القضاء على جيب رئيسي لمقاومة الفصائل المعارضة بمنح النظام سيطرته على حلب”.
بعد ذلك، لن يبقى من مناطق المعارضة إلا محافظة إدلب وبعض الجيوب الأخرى الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، وبينها “جبهة فتح الشام”، بحسب قوله.
وإذا كانت موسكو تعتبر الداعم الأبرز لنظام الأسد في مواجهة الفصائل المعارضة ودول الغرب وبلدان الخليج، في الميدان كما في الأمم المتحدة، فإن العلاقة الثنائية لم تكن وثيقة بقدر ما هي عليه اليوم. إذ أن موسكو وبعد كثير من التردد، تبنت خيار القوة في حلب، وهو ما كان النظام يريده منذ فترة طويلة.
ويرى أستاذ العلوم السياسية والباحث الروسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط “ألكسي مالاشينكو” أن “تحقيق انتصار في حلب يضع نظام الأسد في موقع قوة قبل المفاوضات المقبلة التي يأمل الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا باستئنافها.”
صداقة قسرية
ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى “فابريس بالانش” إنه “من دون حلب” لا يمكن للأسد أن يكون رئيساً قوياً”، مضيفاً “حتى يتمكن من الحكم فعلياً فهو يحتاج إلى حلب”. وحينها بإمكانه القول إن المدن الرئيسية في البلاد باتت تحت سيطرته، أي دمشق وحلب وحماة وحمص التي استعادت قواته السيطرة عليها في العام 2014.
بدوره يقول المحلل الروسي المتخصص في السياسة الخارجية “فيودور لوكيانوف” إن “الروس ونظام الأسد، يودون السيطرة بالكامل على حلب وبعدها فقط التفاوض مع المعارضة”، معتبراً أن حلب “تلعب دوراً محورياً”.
وبعيداً عن معركة حلب، يبدو أن التعاون بين موسكو ونظام الأسد يستجيب لمصالح على المدى الطويل. ويقول مالاشينكو في هذا الصدد “لا يمكن للأسد الحصول على شيء من دون موسكو، وتدرك روسيا بدورها أنها، من دون الأسد، ستُطرد من الشرق الأوسط”، مضيفاً “أنها صداقة قسرية”.
ويعيد مشهد الأبنية المدمرة في حلب إلى الأذهان مشهد غروزني حيث أقدم الجيش الروسي على تطبيق حكمته القديمة “المدفعية تدك والمشاة يحتلون”.في تلك الفترة، نفذ الجيش الروسي في بعض الأحيان مئات الغارات الجوية يومياً، يضاف إليها قصف مدمر للمدفعية التي انتشرت حول غروزني.
ويرى “بالانش” من جهته أن “روسيا قررت المضي في ذلك (الحل العسكري) لأنها لم تعد تؤمن بإمكان التعاون مع الولايات المتحدة في سورية”.ويضيف “أنها الحرب الشاملة لأن موسكو لم تعد تؤمن بأن واشنطن قادرة على القيام بأي شيء في سورية جراء عدم الرغبة وعدم القدرة”.
لكن الغرب يعبر عن اقتناعه بأن الاستراتيجية الروسية لا علاقة لها بفشل المفاوضات، متهماً موسكو بأنها استغلت الهدنة لمحاولة تحسين مواقع النظام على الأرض.
فقد أصدر وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي السبت بياناً جاء فيه أن “القصف المروع لقافلة إنسانية (الذي اتهمت به الطائرات الروسية)، والرفض العلني للنظام وقف الأعمال القتالية، والتقارير المتواصلة التي تفيد بأن النظام يستخدم الأسلحة الكيميائية، والهجوم غير المقبول للنظام في شرق حلب بدعم من روسيا، أمور تتناقض بشكل فاضح مع التصريحات الروسية بدعم الحل السياسي”.
وندد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة “فرنسوا دولاتر” خلال الاجتماع الأخير لمجلس الأمن حول سورية أول أمس الأحد بما اعتبره “جرائم حرب ترتكب في حلب”، واتهم النظام وموسكو بالمضي في الحل العسكري واستخدام المفاوضات “للتمويه”.
[ad_2] [sociallocker] [/sociallocker]