حين يصير الطلاق ظاهرة جديدة!!

27 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016

2 minutes

اختارت قناة “دار الإيمان” عنوان “ظواهر جديدة دخيلة تنتشر في المجتمع السوري المقيم في أوروبا”، وقد يبدو هذا العنوان لافتاً وربما يتوقع المتابع أنه قد يحمل في طياته “ظواهر جديدة حقاً”، لكن التقرير يتحدث عن جريمة قتل ارتكبها سوري يقيم في النمسا، وجريمة أخرى في مكان آخر، كما يتحدث عن وقوع بعض حالات الطلاق في بعض الأسر، وخاصة تلك التي كان الزوجان يعانيان من مشاكل بينهما، كتحكم الزوج بزوجته وقيامه بضربها. وتحاول معدة التقرير الإيحاء أن المجتمع السوري قبل الثورة كان مجتمعاً بريئاً هادئاً، فهي تقول إن الأسلحة لم تكن تنتشر في البيوت أبداً، وحتى في المناطق العشائرية والقبلية، وهذه مغالطة لا مبرر لها، إذ إن جميع البيوت الريفية في سوريا تقريباً كانت تقتني أسلحة أحياناً بشكل شرعي وأحياناً بشكل غير شرعي، وتبدأ تلك الأسلحة من أسلحة الصيد العادية وصولاً إلى المسدسات وأحياناً البنادق. ثم إن حالات الطلاق التي تستغرب معدة التقرير انتشارها في الأوساط السورية في أوروبا هي ببساطة نتاج طبيعي لحالة التشرد أولاً، وثانياً لأن الكثير من النساء كن مجبرات على التعايش مع أزواجهن بسبب الضغوط الاجتماعية التي كانت تمارس عليهن، وابتعادهن عن تلك الضغوط أدى إلى تحررهن منها. والغريب أن التقرير لا يذكر أرقاماً ولا إحصائيات لكنه يقول وقوع بعض حالات الطلاق أو كذا إلى آخره. ولعلنا إذا افترضنا أن عدد اللاجئين السوريين في أوروبا بلغ حسب إحصائيات غير دقيقة 250 ألفاً رغم أن الرقم أكبر من ذلك بكثير، فإن جريمتي قتل وعشرين حالة طلاق لن تشكل على الإطلاق “ظاهرة”، وهي أمور كانت تحدث في أي مدينة سورية كان عدد سكانها يبلغ 250 ألفاً بشكل سنوي.

 

رابط الفيديو : هنا.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]