“كريمات” مركز يهتم بتمكين السوريات في كيليس


على مقربة من الحدود السورية، في مدينة كيليس التركية، وفي بيت قديم يشبه إلى حد كبير تلك البيوت القديمة في دمشق وحلب، تعكف مجموعة من النساء السوريات على تعلم المهن اليدوية في مركز “كريمات”، الذي يعنى بالتمكين الاقتصادي للمرأة السورية، عبر تقديم دورات لتعليم بعض المهن اليدوية، من بينها الخياطة والتطريز والصوف وتصفيف الشعر والمكياج، أملاً في تحسين وضعهن الاقتصادي، وتحقيق الذات.

تأمل صفاء محمد، وهي إحدى المتدربات في قسم الخياطة هناك، أن تصقل مهاراتها في هذه المهنة التي تحب.

تذهب محمد (31 عاماً) إلى المركز يومياً، وهي على هذا الحال منذ أكثر من شهرين. تقول: “في سوريا كنت ملمة بشكل سطحي بهذه المهنة، ولدى سماعي بعمل هذا المركز هنا في كيليس، قررت أن أتقن هذه المهنة بشكل احترافي”.

وتضيف والفرح يعلو وجهها: “لقد زادت مهاراتي بهذه الفترة القصيرة نسبياً، والآن صرت أعمل على إنتاج بعض القطع بطريقة جيدة”، وتستدرك “كل الشكر لمن ساهم بتأسيس هذا المركز والقائمين عليه”.

لا يقتصر عمل المركز على التدريب فقط، بل تسعى إدارة المركز إلى تأمين فرص عمل للمتدربات ما أمكن، من خلال سعيها الحثيث بالتواصل مع الحكومة التركية والمنظمات ورجال الأعمال في المدينة.

وعن ذلك، تشير مؤسسة ومديرة المركز نجلاء الشيخ، إلى منح المركز للمتدربات شهادات “مزاولة مهنة” معترف عليها في كل الولايات التركية، بهدف مساعدتهن في الدخول إلى سوق العمل بقوة.

استطاع مركز “كريمات” تأمين فرص العمل للعشرات من المتدربات، كما وفّر بعض معدات العمل للمتدربات، وخصوصاً الأرامل منهن.

وخلال حديثها الخاص لـ”صدى الشام”، تبيّن الشيخ، وهي الناشطة السورية المهتمة بقضايا المرأة السورية، أن المركز استطاع تأمين فرص العمل للعشرات من المتدربات، مشيرة أيضاً إلى توفير المركز لبعض معدات العمل، مثل ماكينات الخياطة، وأدوات تصفيف الشعر، للمتدربات، وخصوصاً الأرامل منهن، بالتعاون مع منظمات مجتمع مدني مانحة.

وفي سبيل تحصيل أكبر قدر من فرص العمل المتوفرة، يقيم المركز معارض عامة للمنتجات اليدوية التي تنتجها المتدربات، بالتعاون مع بلدية كيليس، التي تقدم دعماً محدوداً للمركز.

ورغم كل الصعوبات التي تواجه عمل المركز، تؤكد مديرة المركز أن السعادة التي تحصدها وأسرة المركز المؤلفة من 21 موظفة في المركز، “كفيلة بأن تنحي كل الصعوبات جانباً”، وتضيف “في الحروب تقع المسؤولية الأكبر على عاتق النساء، ونحن هنا نحاول أن نثبت للجميع بأن المرأة السورية قادرة على النهوض بواقعها مهما كان معقداً”.

نجلاء الشيخ: في الحروب تقع المسؤولية الأكبر على عاتق النساء، ونحن هنا نحاول أن نثبت للجميع بأن المرأة السورية قادرة على النهوض بواقعها مهما كان معقداً

وتستطرد الشيخ، “هذا المشروع هو تحدٍ للعالم بأن النساء اللواتي لم يكملن تعليمهن الجامعي، بسبب الظروف أياً كانت، قادرات على فعل كل شيء”.

كما ينظم المركز دورات تعليم اللغة التركية والإنكليزية، ومحو الأمية، علاوة على عقد محاضرات توعوية وحقوقية بهدف التمكين المعرفي للمرأة.

وفي هذا الصدد أكدت مسؤولة العلاقات العامة في مركز “كريمات”، رشا الفارس، أن المركز يشهد اقبالاً من النساء السوريات، وقالت لـ”صدى الشام”: “يبلغ هذا الإقبال أوجه على دورات تعلم اللغة التركية والانكليزية، ومحو الأمية”، وأردفت: “في كثير من الأحيان نعتذر عن قبول متدربات جدد، بسبب الأعداد الكبيرة، ونضطر إلى تأخير بعضهن إلى حين توفر مقاعد جديدة”.

كما لفتت إلى سعي الإدارة في تطوير عمل المركز، موضحة بالقول: “نسعى في المستقبل القريب لفتح دورات في مجال المعلوماتية، وأيضاً نسعى لمواكبة كل جديد يخدم قضية المرأة السورية”.

يضم المركز أيضاً روضة مصغرة للأطفال، حيث يتدرب الأطفال من أبناء المتدربات والمدربات فيها على مهارات الرسم، وعلى صناعة بعض النماذج المسلية من الأشياء الموجودة في المنزل.



المصدر