on
مدير صحة إدلب لـ (المصدر): ثلاثة أطباء شرعيين فقط يتولون المهمة
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
تسعى مديرية صحة إدلب الحرة، في ظروف الحرب التي تعيشها البلاد، إلى تطوير عملها، بعد تشكيل العديد من الهيئات الطبية، كان آخرها هيئة الطّب الشرعي وهيئة الرقابة الدوائية، وذلك بعد أشهر من تأسيسها في بداية شهر آذار/مارس من العام الجاري.
ومع ازدياد القتل الممنهج بحق المدنيين الذي يتبعه النظام في المناطق التي خرجت عن سيطرته منذ بداية الثورة مطلع العام 2011، كان لا بد من إنشاء كيان طبّي يتولى متابعة الإصابات، ومعالجة الجرحى والمصابين، فكان تشكيل المكتب الطّبي في التاسع من تشرين الأول من العام 2011، ومن ثم تم تشكيل الهيئة الطّبية في بداية العام الثاني من الثّورة.
وبعد سيطرة الثوار على مدينة إدلب تم تشكيل مديرية صحة إدلب الحرّة الحالية، والتي أخذت على عاتقها تأمين الأدوية ومعالجة المصابين وإجراء العمليات الجراحية، ومتابعة الأمور الطّبية، وباتت بديلاً عن مديرية الصحّة في كامل المحافظة.
ومع تطوّر الواقع الصّحي ودخول منظمات طبّية إلى إدلب ودعمها لعدد من المستشفيات الجراحية والمراكز الطبية، وإنشاء هياكل جديدة ضمن قطّاع الصحة، ومع ظروف الحرب وانتشار الجريمة، كان لابد من إنشاء كيان جديد للطّب الشرعي وتطويره.
ويعتبر الطّب الشرعي من أهمّ الأمور وحاجة ملحّة وضرورية في زمن الحروب، من أجل توثيق جرائم الحرب، وهو المحرك الرئيسي للتطورّ العلمي والطّبي، وقد تم تشكيل هيئة الطب الشرعي في إدلب بداية الأشهر الأولى من العام الجاري، وتعمل مديرية صحة إدلب على تطويرها.
وفي حديث خاص لـ “المصدر” قال مدير صحة إدلب الدكتور “منذر الخليل“: “تم استحداث هيئة الطّب الشّرعي في إدلب، في الأول من الشهر الرابع من العام الجاري 2016، وتقوم بتنفيذ كافة المهام الموكلة إليها فيما يتعلق بالجريمة ووقوعها، وهي مسؤولة عن توثيق جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية والتحقيق فيها”.
وأضاف: “نسعى لتطوير هيئة الطّب الشرعي في إدلب من خلال الدّورات والندوات، والتواصل مع المنظّمات الطّبية الإنسانية والدول الصديقة، كما أدخلنا مفهوم الجّودة لعملنا من أجل تطوير الواقع الصحي، وبحسب القانون الطّبي العالمي يجب أن يكون لكل مئة ألف مواطن طبيب شرعي، ولكن واقع الحال يختلف عن ذلك بكثير، ففي محافظة إدلب لا يوجد سوى ثلاثة أطباء شرعيين فقط، يتولون هذه المهمة”.
وأردف مدير صحة إدلب: “كما تم تشكيل هيئة الرقابة الدوائية في محافظة إدلب، وتتولى الرقابة على الأدوية التي تدخل إلى سوريا، حيث كانت تدخل بشكل عشوائي وبدون رقابة، ويعمل في هذا المجال أربعة أشخاص من حملة شهادة الدكتوراه، بالإضافة إلى ستّة أشخاص من حملة شهادة الماجستير، وتأخذ هيئة الرقابة الدوائية على عاتقها دور الرقابة على الأدوية، في المستودعات والصيدليات”.
وخسر القطاع الصحي العديد من الأطباء والممرضين، وتفيد إحصائية نشرتها مديرية صحة إدلب إلى مقتل أكثر من 200 من الكادر الطبي، ومن بينهم أطباء، كما أنه يوجد في سجون النظام حوالي 600 معتقل من الكوادر الطبية من إدلب فقط، بالإضافة إلى هجرة الكثير من الاختصاصيين إلى خارج سوريا.
ولا تزال المستشفيات والمراكز الطّبية ودور الاستشفاء هدفاً للطيران الحربي الروسي وطيران النظام، فقد تعرضت مستشفيات مدن إدلب ومعرة النعمان وسراقب لعشرات الغارات الجوية، تسببت بمقتل وإصابة العشرات من العاملين فيها.
وتتحطم الكثير من أحلام السّوريين بين الأمل في البناء والحياة، وبين الألم والموت، لا سيما مع استمرار النظام، والذي أخذ على عاتقه تدمير سوريا، وكذلك مع آلة الحرب الرّوسية الحديثة، ومع نظام عالمي لازال حتى اللّحظة، يغض النظر عما يفعله النظام.