نزيف الدم الحلبي مستمرٌ لليوم السادس على التوالي


unnamed-2

زيد المحمود: المصدر

في اليوم السادس لحملة قوات النظام والطيران الروسي، والتي راح ضحيتها مئات المدنيين في حلب، قضى 10 مدنيين على الأقل، وأصيب عشرات آخرون اليوم الاثنين، جراء غارات الطيران الروسي وطيران النظام الحربي على الأحياء الشرقية المحاصرة.

وأفاد مركز حلب الإعلامي أن حي السكري شهد سقوط قتيلين، وأربعة آخرين في حي المشهد، بغارات جوية أدت أيضاً إلى سقوط عدد كبير من الجرحى. وشن الطيران الحربي غارات استهدفت حي كرم البيك ما أدّى لأضرار مادية دون وقوع إصابات.

وفي حي الهلك قضى ثلاثة مدنيين بينهم امرأة إثر غارة جوية استهدفت الحي الهلك صباح اليوم، كما سقط جرحى بعضهم بحالة حرجة بعد غارة جوية استهدفت حي بستان القصر في المدينة.

وأفاد مراسل “المصدر” في حلب أن المستشفيات والمراكز الطبية في أحياء حلب المحاصرة وقفت عاجزة من هول ما يجري في المدينة، وذلك لأول مرة منذ بداية الحرب في حلب.

وقال المراسل “ماجد عبد النور” إن عجز المستشفيات والأطباء ناجم عما تلاقيه من حالات الجرحى المتوافدين بالمئات للعلاج دون أدنى وجود لمقوماته من أطباء مختصين ومعدات وأدوية وكوادر طبية تكفي لاستيعاب هذا العدد الهائل من الإصابات، لذا اعتمدت المستشفيات على معالجة المصاب عبر تصنيف الحالة من الأخطر إلى الأقل خطراً إلى الإصابات الخفيفة.

يصف مراسلنا المشهد في المستشفيات فيقول: ينظر الطبيب المليء بالدماء وعيونه تذرف دمعاً ويداه ترتجفان من شدة التعب وهول المصاب بين عشرات المصابين المستلقين على الأرض بعد أن وضعهم المسعفون على الرصيف وداخل صالة المشفى الصغيرة وانطلقوا ليأتوا بغيرهم من مكان آخر تعرض للقصف.

يتنقل الطبيب من جريح إلى آخر لينتقي منهم من هو قابل للحياة ويقف باكياً حائراً أمام آخرين يلفظون أنفاسهم الأخيرة دون أن يستطيع تقديم أي شيء لهم سوى الابتعاد بنظره جانباً في حالة عجز لا يمكن أن توصف، والطلب من ذويهم تجهيز الأكفان لهم ونقلهم بعيداً عن المكان لإفساح المجال لدفعات أخرى قادمة عبر سيارات الإسعاف التي يغطي صوتها هدير الطائرات.

مأساة حلب هي الأفظع في التاريخ الحديث، كما يقول “عبد النور” ولربما لم يشهد التاريخ القديم هذه المآسي في ظل تخاذل عالمي وصمت رهيب ولربما موافقة ضمنية وترك الساحة لروسيا التي تعرف بأشد الدول إجراماً وأكثرها كذبا وإيران الطائفية التي تتلذذ بدماء الحلبيين خصوصا والسوريين عموماً عبر فتاوى دينية تعود لآلاف السنين تحمل في طياتها أحقاداً كبيرة تريد من خلالها بناء مجد غابر على جماجم السوريين.

وتشير التقارير الإعلامية إلى أن الأيام الستة الماضية من التصعيد العسكري على المدينة سجلت سقوط أكثر من 400 قتيل و1300 جريح، منذ التاسع عشر من سبتمبر/أيلول الحالي، ولم تهدأ خلال هذه الأيام وتيرة القصف.

وكانت مستشفيات حلب أعلنت عن حاجتها الماسة للتبرع بالدم، فتوافد إليها اليوم الاثنين المدنيون للتبرع، بحسب شريط مصور بثه ناشطو المدينة.



المصدر