صحافيون «أغوتهم» الشاشة الصغيرة
28 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016
[ad_1]
تحوّل صحافيون كُثر في مصر من العمل الصحافي إلى تقديم البرامج التلفزيونية، وتضخّم ذلك التحوّل خلال السنوات الماضية حتى أصبح ظاهرة، وصار أشهر المذيعين على الساحة الإعلامية من الصحافيين، بينما المذيعون الذين امتهنوا المهنة من الأساس لا يجدون عملاً. اللافت، أن الصحافيين هم الآن نجوم برامج الحوار التي تحوز أعلى نسبة مشاهدة، ولمعت أسماء كثيرة منهم، أبرزها إبراهيم عيسى ووائل الإبراشي ومحمود سعد ولميس الحديدي وعادل حمودة وغيرهم. اللافت أيضاً، أنهم في غالبيتهم هجروا الصحافة وركزوا في الشاشة الصغيرة ليحققوا شهرةً أكبر وثراءً أكثر، ويكاد لا يوجد مذيع لامع على الساحة الإعلامية إلا وكان يعمل صحافياً في بدايته، باستثناء وجوه قليلة مثل أسامة كمال ومعتز الدمرداش اللذين بدآ مسيرتهما كمذيعين في التلفزيون المصري.
يقول المذيع ومدير إدارة التنسيق الإخباري في التلفزيون المصري شريف فؤاد: «أنا ضد هذه الظاهرة، وأرى أنها لم تضف إلى العمل الإعلامي لكنها انتقصت منه، لأن كثراً منهم تحوّلوا إلى محاضرين، وبعضهم الآخر يتبنى خدمة مصالح رجال الأعمال الذين يمتلكون صحفاً في الأساس، ما يخلق نوعاً من الازدواجية بسبب عملهم كمديري أو رؤساء تحرير لصحف وبين عملهم كمقدمي برامج». ويرى فؤاد أن «هذه الظاهرة أنتجت حالة من الاشتباك في الساحة الإعلامية وأضرت بها كثيراً، وإذا عقدنا المقارنة بين هؤلاء الصحافيين الذي تحولوا إلى مذيعين (حتى وإن حققوا نسبة مشاهدة مرتفعة) وبين المذيعين الذين تعلموا أبجديات العمل الإذاعي والتلفزيوني من خلال اتحاد الإذاعة والتلفزيون، حيث المهنية والموضوعية، ستكون الكفة الراجحة لمصلحتهم مقابل الصحافيين، فأبناء التلفزيون مثل شريف عامر وإيمان الحصري وريهام السهلي اكتسبوا معايير معينة، لا سيما الموضوعية والمنهجية في برامجهم، فلا يلجأون الى الإثارة التي يتبعها بعضهم، كما أن هناك تبايناً واضحاً بين المذيع وبين من التحق من الصحف كمقدم برامج في الشكل والمظهر والقبول، وأنا لا أنتقص من قدر أحد، لكن هناك معايير وضوابط لا بد من الالتزام بها».
ويضيف فؤاد: «حين التحقت للعمل بإذاعة «صوت العرب»، ظللت أتدرب نحو 6 شهور وأتلقى دورات في اللغة العربية والإلقاء في معهد الإذاعة والتلفزيون على أيدي كبار الإعلاميين، وعندما انتقلت للعمل في التلفزيون بعد عامين، تعرضت لاختبارات قاسية جداً أمام لجنة متخصصة يترأسها وزير الإعلام، مهمتها الاختبار والتقويم للمذيع وبيان صلاحية ظهوره على الشاشة من عدمه، وهناك دورات تأهيلية سواء لقارئ النشرة أو مقدم البرامج، بينما معظم الصحافيين الذين تحولوا لتقديم برامج كانوا يعملون في مواقع صحافية وتحولوا إلى الإعداد التلفزيوني، ثم أصبح هدفهم الظهور على الشاشة على رغم عدم امتلاك بعضهم أدوات شخصية تمكنهم من أداء تلك المهمة». ويشير إلى أن «دور المذيع ليس ممارسة التنظير على الشاشة، ولا بد أن يبقى على الحياد إلا في الأحداث الجسام التي تتعلق بمستقبل الوطن أو تهديدات تواجه مقدراته، لكن لا يجوز أن يكون المذيع عبداً للإعلانات فيلجأ الى فقرات الإثارة».
ويؤكد فؤاد أن «هناك فوضى إعلامية ولا سبيل للحد منها إلا بحزمة من القوانين وإصدار ميثاق شرف إعلامي وإنشاء نقابة الإعلاميين، لأنه سيخوّل النقابة إصدار تصريح مزاولة مهنة، وبالتالي لن يستطيع مقدم برامج الخروج عن النص لأنه سيخضع لضوابط ومعايير تعرضه للحساب في حالة عدم الالتزام».
وترى المذيعة في قناة «العاصمة» رانيا هاشم، أنها ظاهرة إيجابية. وتشير الى أن أساس مقدمي البرامج في الخارج صحافيون وهناك ما يسمى «صحافة مرئية». وتعتبر أن على المذيع أن يتمتع بخبرة صحافية كي يستطيع الإعداد والبحث فيتمكّن من الاسترسال في التعليق وإدارة دفة الحوار على الهواء في شكل أفضل من المذيع الذي لا يمتلك خلفية صحافية، وهذا ما أدى إلى نجاح صحافيين قدموا برامج. وتضرب هاشم مثلاً بـ «مفيد فوزي» الذي التحق بالتلفزيون وقدّم تحقيقات تمس قضايا المواطنين وحققت نجاحاً كبيراً، «فعندما يتكامل الفكر مع تقديم البرنامج تخرج أعمال ناجحة».
وتضيف هاشم: «ليس في إمكان كل صحافي أن ينجح في العمل المرئي، فالأمر تلزمه معايير منها الحضور والقبول، فقد يحظى بعضهم بالقبول والاستحسان كضيوف ولا ينجح في ذلك كمذيع، كما يفترض ألا يفيض المذيع في إبداء وجهة نظره وليترك الساحة لضيوفه للحديث، ولا بد أن يكون متوازناً لأن قوة المذيع والصحافة المرئية تكمن في التأثير في الرأي العام، وإذا فقد المصداقية فلن يستطيع عمل ذلك لأن الجمهور سيلفظه».
[ad_2] [sociallocker] [/sociallocker]