أهالي حلب في مناطق النظام بين فكّي الخطف والاعتقال


%d8%a7%d9%94%d9%87%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%84%d8%a8-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%b7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%83%d9%91%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae

محمد أمين ميرة: المصدر

شهدت مدينة حلب في قسمها الخاضع لسيطرة النظام، خلال الأيام الماضية، حوادث خطف لأطفال ونساء، قد لا تكون الأولى من نوعها، ولكن الذي ميزها هذه المرة أنها كانت علنية وفي وضح النهار.

وقالت إحدى الطالبات في جامعة حلب “هبة خ” في اتصالٍ مع “المصدر”، إن حي الحمدانية الذي تقطن فيه تعرض لعدة حالات خطف لنساء وأطفال من قبل أشخاص يستقلون سيارات مفيمة في وضح النهار، تشبه إلى حد كبير سيارات المخابرات الجوية والعسكرية.

وأضافت بأنّ الخاطفين يفاوضون الأهالي على إطلاق سراح ذويهم، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 100 إلى 150 ألف ليرة سورية، مشيرة إلى أن عدة فتيات تعرضن لحالات تحرش واغتصاب، بسبب تأخر عائلاتهن عن دفع تلك المبالغ الكبيرة.

أما “نهى ح”، وهي ربة منزل تقطن في حي حلب الجديدة، أكدت أن جمعية البحوث العلمية، وتحديداً قرب مجمع “النيوتاون”، باتت منطقة خطرة، وأصبح الأهالي يخافون التجول فيها نهاراً وليلاً، في ظل كثرة المجموعات والأفرع الأمنية التي باتت تداهم الحي مؤخراً.

وأشارت “نهى” في حديثها لـ “المصدر” إلى أن المارة على الحواجز الذين يفضلون التجول مشياً، بسبب مخاطر التفتيش في السيارات الخاصة والعامة، يتعرضون لتوقيف مفاجئ على الحواجز، خاصة في حاجز جامع نفيسة، ودوار الـ 3000 شقة.

ويعد شبح الاعتقال والخطف بالنسبة للسوريين مصدر رعبٍ وهلع، إذا يعمد النظام إلى اتباع أسلوب الخاطفين في اعتقاله العشوائي للمدنيين في مختلف الأحياء التي يسيطر عليها، ويعرف بين الأهالي السماسرة الذي يدفعون مبالغ مالية كبيرة قد تصل إلى عشرات الملايين لإخراج ذويهم، ما يشابه إلى حد كبير سياسة الخاطفين في التعامل مع ضحاياهم.

واتهم ناشطون في حلب التي يسيطر عليها النظام، أجهزة الأمن والشبيحة بالوقوف خلف تلك الانتهاكات أو مشاركة الخاطفين على أقل تقدير، داعين سكان تلك المناطق لأخذ الحيطة في ظل ارتفاع مؤشرات هذه الجرائم.

والجدير بالذكر أن حالات الخطف في مناطق سيطرة النظام بحلب متفشية منذ بداية الثورة، تزداد وتيرتها أحيانا، كما في الآونة الأخيرة، ولا يمكن إحصاء الظاهرة التي تنتهي أحياناً برجوع المخطوف بعد الدفع أو تسلمه مقتولا، لتكتم ذوي المخطوفين بسبب خوفهم وسط ظروف أمنية مشددة، علماً أن معظم الضحايا من النساء والأطفال.



المصدر