ما لم يقله ترامب وكلينتون عن سورية وإيران في مناظرتهما الأولى.. هل يختلفان عن أوباما؟

29 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016

6 minutes

أشهر قليلة تبقت على مغادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للبيت الأبيض، وفي جعبة الولايات المتحدة ملفات عدة بالغة الأهمية لم تنجح إدارة أوباما في حلها وعلى رأسها الملف السوري، وبات المراقبون والمحللون يتحدثون عما يمكن فعله للإدارة القادمة التي تنحصر  المنافسة حولها الآن بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وفي الـ 26 من سبتمبر/ أيلول 2016 جرت أول مناظرة بين المرشحين، وشهدت مشاحنات وتبادل في الاتهامات بينهما، لكنهما تحاشى الخوض بعمق حول قضايا لن تستطع أي إدارة أمريكية قادمة تحاشيها.

الملف السوري

ويرى معهد “واشنطن” للدراسات القريبة من المسؤولين الأمريكيين، أن كلا من كلينتون وترامب، أغفلا بشكل شبه كامل لما يمكن فعله حيال سورية، ووجهة نظريهما في هذا الملف المعقد الذي يتكرر فيه فشل السياسة الأمريكية منذ بدء الثورة السورية منتصف مارس/ آذار 2011.

ويقول المعهد إن الثغرة الصارخة “في السياسة الخارجية خلال المناظرة هي إغفال شبه كامل للتحدي الإنساني الاستراتيجي الأكثر إلحاحاً في العالم. ففي الوقت الذي تسقط فيه القنابل الروسية والسورية على المدنيين في حلب، لم يقدم المرشحان أي تلميح بأنهما سيتخلان عما يمكن تسميته بسياسة اللامبالاة الاستراتيجية التي ينتهجها الرئيس أوباما، واتِّباعَهُما نهجاً أقوى يهدف إلى خلق توازن استراتيجي على الأرض من أجل إجبار محور موسكو – طهران – الأسد على التفاوض حول حل سياسي”.

ترامب المرشح المعروف بمواقفه المناهضة للمهاجرين واللاجئين، والمسلمين، سبق وأن كانت له تصريحات سابقة حول الملف السوري، لكنها في مجملها لم تشر إلى أنه سيأتي بشيء جديد عن أوباما.

وأبرز التصريحات التي قالها ترامب، أنه قال في مارس/ آذار 2016 قال إن “المشكلة ليست مع الأسد، بل تنظيم الدولة الإسلامية”، ووصف حينها أيضاً مساعي إدارة أوباما لإيجاد مخرج سياسي لرحيل الأسد عن السلطة بـ”الجنون والحماقة”.

أما كلينتون فسبق وأن وجهت انتقادات في وقت سابق لإدارة أوباما حيال موقفها من الملف السوري، لكنها في المناظرة التي جمعتها بترامب لم تكن قد تطرقت إلى ما يكن فعله في السياسة الخارجية الأمريكية حيال سورية.

تنظيم الدولة

قبل المناظرة كان تنظيم “الدولة الإسلامية” أحد الأدوات الإعلامية التي استخدمها ترامب وكلينتون في مهاجمة بعضهما، ووصل الأمر بالمرشح الجمهوري إلى اتهام “الديمقراطيين” بأنهم يقفون وراء التنظيم وهم سبب في وجوده.

وخلال المناظرة اكتفى كلاهما بالحديث عن التنظيم باستخدام عبارات معروفة من الخطب  الدعائية، ووفقاً لتحليل معهد “واشنطن” فإن كلمات كلينتون حول هزيمة التنظيم أكثر تفصيلاً بكثير من تلك التي قالها دونالد ترامب.

وتحدثت المرشحة الديمقراطية عن “دعم الحلفاء الأكراد والعرب، والتركيز على استهداف قيادة تنظيم الدولة الإسلامية، واتخاذ سلسلة من الإجراءات (تحرير الموصل بحلول نهاية عام 2016، ثم التركيز على الضغط على التنظيم في الرقة)، جنباً إلى جنب مع تعزيز الدعم الجوي الذي تقدمه الولايات المتحدة ولكن دون مشاركة قوات برية أمريكية”.

ومن جانبه، لم يذهب ترامب إلى ما هو أبعد من الالتزام بعمل عسكري واسع النطاق ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” ولكنه انتقد مجدداً إدارة أوباما لسماحها ببروز التنظيم من خلال اتخاذها خطوات متعجلة لسحب القوات الأمريكية من العراق وسوء تعاملها مع ليبيا.

ودائما ما كانت الإدارة الأمريكية الحالية تتحدث عما يجب فعله بعد طرد “تنظيم الدولة” من الأراضي التي يسيطر عليها.

وهذه النقطة التي يراها خبراء جوهرية لم يتم التطرق لها من قبل المرشحين.

إيران

شهدت المناظرة بين المرشحين تبايناً بالآراء حيال الموقف من إيران، لا سيما فيما يتعلق بالاتفاق النووري بين طهران والدول الغربية على رأسها أمريكا.

ووصف المرشح الجمهوري الاتفاق بأنه “الأسوأ في التاريخ”، وزاد على قوله هذا بالإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال مستاءً من الاتفاق.

لكن المرشحة الديمقراطية كلينتون تحدثت بما يعكس موافقة ضمنية منها على الصفقة الدولية مع إيران، وقالت إن إيران كانت على وشك أن تصنع قنبلة نووية وأن المفاوضات والدبلوماسية هي من أوقفت ذلك.

وبين هذين الموقفين المتباينين، يقول معهد “واشنطن”: “مع ذلك لم يقترح المرشح الجمهوري أي بديل محدد للاتفاق القائم، بينما لم تقدم المرشحة الديمقراطية مقترحات مفصلة للتصدي لـ نجاح طهران في الاستفادة من الاتفاق لبسط النفوذ الإيراني في جميع أنحاء المنطقة.”

ويتوقع مراقبون أن أن تشهد المناظرتين القادمتين بين المرشحين للرئاسة الأمريكية تعمقاً أكبر في قضايا ترسم رؤيتهما للملفات الشائكة في السياسة الخارجية الأمريكية، خصوصاً ما يتعلق بالشرق الأوسط الذي يعتقد خبراء أنه في عهد الرئيس أوباما تراجع نوفذ أمريكا فيه.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]