لماذا لا يثير التدخل الروسي في سورية أي اعتراض أو جدل في روسيا؟

29 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016
4 minutes

[ad_1]

تذكر “سيرغي دافيديس” ذلك الصباح من أكتوبر/تشرين الأول عندما تظاهر مع 300 شخص آخرين في موسكو للاحتجاج على التدخل العسكري الروسي في سورية، مؤكداً أنه كان أول وآخر تجمع من هذا النوع.

ويقول المعارض الروسي “على حد علمي (…)، لم يكن هناك اي حدث آخر مخصص للمشكلة السورية وتورط القوات الروسية في النزاع”.

لم يحدث أي جدل عام أو احتجاج منذ أن أطلق الرئيس “فلاديمير بوتين” في 30 سبتمبر/أيلول 2015 القاذفات والمروحيات والصواريخ العابرة الروسية لتطارد معارضي نظام الأسد في سورية.

ولم يثر أول تدخل عسكري للجيش الروسي خارج حدوده منذ انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان في 1989، أي تفاعل سلبي أو إيجابي في روسيا، ولا حتى بداية جدل. وينتقد الغربيون بقوة هذا التدخل بسبب عنف الغارات الجوية خصوصاً في حلب في شمال البلاد حيث يوقع العديد من الضحايا خصوصاً من المدنيين.

ويقول “دافيديس”: “إنها حرب بعيدة يرى الرأي العام أن كلفتها ليست باهظة ولا تضر فعلياً، لذلك استبعدت في نهاية المطاف من الوعي العام”.

وفي موسكو، الشاغل الأكبر هو الانكماش الاقتصادي الذي يضرب البلاد منذ 18 شهراً والعقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على روسيا. والنتيجة هي أن السكان ومعارضي الكرملين، لا يكترثون بسورية.

وتنقل وسائل الإعلام القريبة من الكرملين روايتها لما يجري في سورية: فموسكو تدخلت بطلب من السلطات الشرعية في سورية في مكافحتها “للمجموعات الإرهابية” التي تهدد روسيا أيضاً.

ويقول مدير مركز “ليفادا” المستقل لاستطلاعات الرأي “ليف غودكوف”: “في البداية وقبل عام، كان رد فعل الناس يتسم بالحيرة وحتى الخوف. لكن بعد ذلك ومع البث الدعائي للدولة المدافع عن الحملة، بدأوا يقتنعون”.

واليوم، عندما يتهم وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” نظيره الروسي “سيرغي لافروف” بأنه يعيش في “عالم مواز”، يزود الروس بمعلومات متناقضة تماماً مع تلك التي تبثها الدول الغربية.

فبينما تبث وسائل الإعلام العالمية منذ أسبوع صوراً مروعة للضحايا المدنيين في حلب التي تتعرض لقصف الطيران الروسي وطيران نظام الأسد، يضاعف التلفزيون الروسي تقاريره إلى جانب جيش النظام حول حلب.

فليست هناك اي لقطة للدمار أو لعمليات قصف الأحياء الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، بل هجمات يشنها “حكوميون” وجهود تبذلها الحكومة لإزالة المتفجرات من المدينة.

ويقول “غودكوف”: “أي معلومات سلبية عما تفعله روسيا يقدم في سياق حرب إعلامية تجري ضدها، مثل الدعاية الإعلامية المعادية للروس”.

ويقول الخبراء إن الروس يعتبرون حالياً أن الحرب لم تكلفهم ثمناً كبيراً. وهناك قوات خاصة ومستشارون عسكريون منتشرون في سورية بالتأكيد، لكن الكرملين يؤكد أن ليس هناك أي جندي روسي على الجبهة، وإن كان 21 روسياً على الأقل قتلوا خلال عام واحد.

وتقول “إيرينا”، الموظفة المتقاعدة بينما تقف بالقرب من نصب في موسكو تكريماً لـ15 ألف جندي سوفياتي قتلوا في أفغانستان، “سورية؟ لا الناس لا يناقشون الأمر. التلفزيون لا يعرض تقريباً سوى تسليم المساعدة الإنسانية”.

وعلى الرغم من ذلك، كشف استطلاع للرأي أجراه معهد “في تي-سيوم” الحكومي ونشرت نتائجه الأربعاء أن نسبة الروس الذين يعتبرون أن الوضع يتحسن في سورية انخفضت من 48 بالمئة في مارس/آذار يوم إعلان انسحاب الجزء الأكبر من القوات الروسية، إلى 27 بالمئة في يوليو/تموز.

لكن بالنسبة لمعظم الروس الذين ما زالوا مصدومين بالحرب التي خاضها الجيش السوفياتي لعشر سنوات في أفغانستان، التاريخ لن يعيد نفسه في سورية.

وتقول “إيرينا”: “أعتقد أن تدخلنا في سورية وفي افغانستان مختلفان تماماً. ليس المقياس نفسه”.

[ad_2] [sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]