الإدارة الأميركية تبحث “رداً أقوى” بشأن سورية…وأوباما يدعو “للتعقل”


في الوقت الذي ما زالت فيه واشنطن تبحث بشأن “رد أقوى” على موسكو بعد هجوم قوات النظام السوري مدعومة من روسيا على حلب، أكّد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أنّه بحاجة لـ”الاستماع لأفكار بشأن إنهاء الحرب الأهلية السورية لا تتضمن اشتراك القوات الأميركية فيها”.

ووصف أوباما، في اجتماع عقده أمس الأربعاء في قاعدة عسكرية أميركية، الوضع بأنّه “يفطر القلب” مشيراً إلى أنّه “يعيد النظر بسياسته في سورية، كل أسبوع تقريباً”.

وقال في الاجتماع الذي نقلته قناة “سي.إن.إن”، “سنستعين بخبراء مستقلين، سأستعين بمنتقدين لسياستي. حسناً، أنتم لا ترون أنّ هذا هو الطريق الصحيح الذي ينبغي اتباعه. قولوا لي ما ترون أنه سيتيح لنا منع الحرب الأهلية الدائرة”.

وأضاف “في سورية، ما من سيناريو بدون نشر أعداد كبيرة من قواتنا، يمكننا فيه أن نوقف حرباً أهلية كل طرف منغمس فيها بقوة”.

في الوقت عينه، شدّد أوباما على أنّه من المهم “التعقّل” في إرسال قوات، نظراً لما وصفها بـ “التضحيات الهائلة” التي ينطوي عليها ذلك، لافتاً إلى أنّ الجيش الأميركي ما زال يؤدي مهامَّ في أفغانستان والعراق.

يأتي تصريح أوباما، في الوقت الذي تبحث فيه الإدارة الأميركية اتخاذ “ردود أقوى” إزاء هجوم قوات النظام السورية المدعومة من روسيا على حلب، بما في ذلك الردود العسكرية، وفق ما أفاد مسؤولون أميركيون لـ”رويترز”.

وتجري المناقشات الجديدة على مستوى موظفي البيت الأبيض، لكن لم تتمخض عنها أي توصيات لأوباما.
وأوضح المسؤولون الأميركيون لـ”رويترز”، أمس الأربعاء، أنّ “إخفاق المساعي الدبلوماسية في سورية، لم يدع أمام إدارة أوباما خياراً سوى البحث عن بدائل، معظمها يتضمن استخدام القوة بشكل أو بآخر وجرى بحثها من قبل لكن تقرّر تعليقها”.

ومن هذه البدائل، السماح للحلفاء الخليجيين بتزويد المعارضة بأسلحة أكثر تطوراً، وتوجيه ضربة جوية أميركية لإحدى قواعد الأسد الجوية، لكن هذا أقل ترجيحاً لما يمكن أن يحدثه من خسائر بشرية بين الروس.

وتأتي هذه المناقشات، بعد تهديد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بوقف المساعي الدبلوماسية مع روسيا حول سورية، وتحميل موسكو المسؤولية عن إسقاط قنابل حارقة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، وذلك بعيد انهيار اتفاق الهدنة بين الجانبين الأميركي والروسي في 19 سبتمبر/ أيلول الحالي.

وأضاف المسؤولون أنّ الخيارات الجاري بحثها “محدودة” من حيث العدد، ولا تصل إلى حد التزام واسع النطاق بالمشاركة بقوات أميركية، وهو أمر لطالما رفضه أوباما الذي لم يتبق له في منصبه في البيت الأبيض سوى أربعة أشهر.

وفي الوقت عينه قال مسؤول لـ”رويترز” إنّه قبل إمكانية اتخاذ أي إجراء، سيتعين على واشنطن أولاً أن “تنفذ تهديد كيري وتوقف المحادثات مع الروس” بشأن سورية.



المصدر